مدينة سبها أو جوهرة الصحراء وعاصمة الجنوب الليبي كم يرى الكثيرون ان يسموها عانت بحكم موقعها الجغرافي باعتبارها اكبر مدن الجنوب قربا لدول الجوار الافريقية مثل تشاد والنيجر والسودان والجزار.

ونظرا لتركيبتها الجغرافية والإجتماعية المعقدة فهي من اكثر المدن في ليبيا عانت من ويلات الفوضى وعدم الإستقرار الامني.

وبما انها مدينة مرور للمد الافريقي في الهجرة الغير الشرعية وأكبر منطقة تهريب للوقود والمواد الاساسية الغذائية بإعتبارها أكبر سوق للمواد الغذائية وبها مستودع يمد مناطق الجنوب بالغاز والبنزين والديزل وهي مصدر ثروات للمهربين وسوق لتجار المخدرات والخمور المستوردة.

سبها عانت منذ عام 2011 بعد أحداث فبراير فوضى عارمة وزادت هذه الفوضى نتيجة الانقسام السياسي بين المنطقة الغربية والشرقية واستمرت الفوضى تزداد مع ازدياد عدد المجرمين القادمين من الدول المجاورة واستغلال الظروف من مجرمي المدينة في السطو المسلح والحرابة وخطف المواطنين وابتزازهم ناهيك عن النزاعات القبلية التي زادت من استمرار الجريمة المنظمة حيث في احصائية المركز الطبي سبها لعدد الموتى من القتل والحرابى والجريمة المنظمة فاق الالفين واكثر ماتوا موتا على يد المجرمين والحرابة  في ظروف غامضة.

ناهيك عن إحصائية سرقة السيارات التي تعد بالالاف حتى تم تصنيفها من اكبر مدن العالم اجراما بمنافستها لاكبر مدينة بالجريمة وهي ولاية شيكاغو الامريكية.

واليوم تعيش سبها ظروفا استثنائية غير اعتيادية بعد توغل القوات المسلحة الليبية في عملية تطهير الجنوب والتي انطلقت مع بداية العام 2019 وبعد انتشار كثيف للقوات المسلحة في احياء وشوارع المدينة وازالة التعتيم من السيارات التي تمارس الحرابة وانتشار القوات بنقاط تفتيش مختلفة. 

فصارت سبها تنتعش شيئا فشيئا حيث تم توفير الوقود وبوصول قوافل منها اسبوعيا كما تم توفير الغاز وبأسعار في متناول المواطن وتم استدعاء كافة افراد الجيش الوطني وافراد المؤسسات الامنية المختلفة. 

فالانتعاش اصبح واضحا وجليا حتى صار المواطن يتجول ليلا وفي اغلب الشوارع التي كانت تعتبر شبحا مخيفا بإستيلاء المجرمين عليها. 

وبعد انتشار القوات الامنية المختلفة بمساعدة القوات المسلحة اصبح الوضع يتغير نحو استقرار امني افضل بكثير من السنوات السابقة في ظل انتشارها في كل الاحياء بمدينة سبها.