وجهت سبعة عشر منظمة ليبية، من بينها جمعية الشراع لمكافحة الإيدز والمخدرات بمدينة درج، نداء إلى السلطات الليبية داعية إياها إلى ضرورة اتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة وحازمة لتحسين ظروف المتعايشين مع مرض الإيدز في ليبيا، وتوفير الأدوية والجرعات التي سبب نقصها في تدهور صحة الكثير منهم وجعلت من منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر وتؤكد أن وضعهم الصحي في خطر.

كما أوصت المنظمات الموقعة على البيان وزارة الشؤون الاجتماعية أن يكون لها قرار واضح المعالم في قضية قبول وتسجيل الأطفال فاقدي السند والمصابين بمرض الإيدز في دور الرعاية التي تتبعها، وألا تسمح بأي تقصير من دور الرعاية تجاههم.

جاء ذلك في بيان نشر اليوم بمناسبة اليوم "اليوم العالمي للإيدز"، وهو من الأيام والمناسبات الدولية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويوافق هذا العام اليوم السبت 1 ديسمبر

وقد اختارت الأمم المتحدة "كن على علم بحالتك الصحية التي تتعلق بفيروس نقص المناعة المكتسبة" عنوانا "لليوم العالمي بمرض الإيدز" لهذا العام، والذي يصادف الأول من شهر ديسمبر من كل عام، حيث أكدت أن هناك تقدم كبير قد تحقق في الاستجابة للإيدز منذ عام 1988، فاليوم هناك 3 من كل 4 أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة يعرفون حالتهم الصحية. لكن لا يزال المزيد من العمل يجب القيام به في مجال الوصول إلى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين لا يعرفون عن وضعهم وضمان ارتباطهم بخدمات الرعاية والوقاية الجيدة.

في ليبيا تتضارب الأنباء وتختلف الأرقام حول عدد المصابين بهذا المرض، خصوصا بعد نشر بعض وسائل الإعلام أرقام مهولة رفضتها منظمة الصحة العالمية على لسان الناطق الرسمي للمنظمة أحمد العليقي، الذي صرح[iii] بأن المنظمة سجلت 6330 شخص مصاب بمرض الإيدز في ليبيا في عام 2016، مشيراً إلى وفاة 10 مصابين بالمرض في ليبيا بينهم 4 إناث.

منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر لما وصفته "تدهوراً كبيرا في النظام الصحي الليبي"، بعد التقييم الأخير للمنظمة في عام 2017، حيث أكدت أن ذلك التدهور نتج عنه نقص شديد في الإمداد الطبي وأدوية نقص المناعة المكتسبة. في عام 2018 "لم يتلقى أكثر من 400 شخص، مسجلين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، علاجهم بسبب النقص الحاد في الأدوية المضادة للفيروسات المنقذة للحياة"، وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا "هذا مؤشر واضح للاحتياج الذي يمر به هؤلاء الأفراد"، في الوقت الذي استجابت منظمة الصحة العالمية بتقديم لاحتياجات المتعايشين مع فيروس «الإيدز» إلا أن الحاجة لازالت مستمرة والمشكلة قائمة كونها تتعلق بمنظومة الصحة على كامل التراب الليبي".

الأطفال المتعايشين مع مرض الإيدز لا يعانون فقط من نقص الدواء، فهناك شريحة منهم اجتمعت عليها نوائب الدهر وإهمال وتقصير المسؤولين، حيث لا زال الأطفال فاقدي السند والمصابين بمرض الإيدز محرومين من الإيواء في دور الرعاية[v]، بل حتى محرومين من تسجيلهم ومنحهم أسماً ثلاثيا كما جاء في اللوائح والقوانين الليبية، بسبب رفض دور الرعاية في بنغازي وطرابلس استقبالهم بحجة أن اللوائح تمنع ذلك، وهذا عاري عن الصحة حسب منظمات حقوقية وقانونية تتابع هذه القضية الإنسانية.

التوصيات:

1.     يجب على وزارة الصحة توفير الاحصائيات الدورية الدقيقة حول مرض الإيدز حتى يكون المجتمع على بينة بحجم الإصابات ومدى التقدم في احتواء المرض، 

2.     يجب على المؤسسات الحكومية والأهلية والإعلامية تكثيف الحملات للتوعية بمرض الإيدز[vii]، فقدان المناعة الذاتية، وخاصة فيما يتعلق بالوقاية منه والتعايش مع المصابين به، وتقديم الدعم المعنوي والاجتماعي لهم،

3.     يجب على وزارة الصحة تيسير إجراء اختبار نقص المناعة الذاتية، وذلك بتوفير الاختبار لعامة المجتمع[viii]،

4.     لم يعد من المقبول أن تستمر الدولة الليبية في الاعتماد على المنظمات والوكالات الدولية في توريد الأدوية الخاصة بالمتعايشين مع مرض الإيدز، فعلى وزارة الصحة وجهاز الإمداد الطبي أن يتحملوا المسؤولية كاملة في توفير كل ما يلزم لهذه الشريحة، و

5.     يجب على وزارة الشؤون الاجتماعية أن تُلزم دور الرعاية بقبول وتسجيل الأطفال فاقدي السند والمصابين بمرض الإيدز، وألا تسمح بأي تقصير من دور الرعاية تجاه أي حالة تصلهم

المنظمات الموقعة على البيان:

.     حقوقيات بلا قيود، بنغازي،

.     منظمة صوت المهاجر، الزاوية،

.     شبكة مدافعات عن المرأة، بنغازي،

.     منظمة اربن للتوجه المدني، الكفرة،

.     منظمة تبينوا لحقوق الإنسان، نالوت،

.     منظمة البريق لحقوق الطفل، طرابلس،

.     المركز الليبي للحقوق والحريات، الزاوية،

.     مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان، صبراتة،

.     منظمة النصير لحقوق الإنسان، طرابلس،

.  منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس،

.  المنظمة المستقلة لحقوق الإنسان، مصراتة،

.  المركز الاستشاري لحقوق الإنسان، طرابلس،

.  منظمة بداية للتوعية بحقوق الإنسان، طرابلس،

.  المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس،

.  منظمة الأمان لمناهضة التمييز العنصري، مرزق،

.  جمعية التبيان لحقوق الإنسان، درج، الحماده الحمراء،

.  منظمة انطلق للتنمية المستدامة لحقوق الطفل، طرابلس،

.  جمعية الشراع لمكافحة الإيدز والمخدرات، درج، الحماده الحمراء، و

.  مركز النسمة العليلة للدراسات المجتمعية والإرشاد الأسري، طرابلس.