تحدث زعيم الحزب الحاكم في الجزائر عمار سعداني أمس بكلام فهم منه أن الحزب " العتيد " في الجزائر قد يتحول إلى المعارضة، إن لم يحصل على أغلبية الحقائب الحكومية إن تم تعديل الدستور في الاشهر المقبلة بعد المشاورات السياسية التي ستنطلق عن قريب مع كافة الأطراف السياسية في البلاد. بينما أكد بأنه يسعى إلى تحضير الظروف بداخل مؤسسات جبهة التحرير كي يعقد مؤتمرا جامعا كي يوحد صفوفه. والجبهة التي تسمى اختصارا بكلمة " الأفالان " تعيش منذ سنوات في صراع بين قياداتها، وقد عاد الخلاف من جديد عقب انتخاب الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة على راس الدولة في الجزائر.

وكان سعداني، وهو أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني " الحزب الذي يملك أغلبية مقاعد البرلمان " يتحدث للصحافة خلال لقاء جمعه بمحافظي الحزب أمس بالعاصمة الجزائرية، عن توقعاته خلال المرحلة المقبلة، التي ستعرف مباشرة مشاورات أعلن عنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل اشراك جميع الأطياف السياسية " معارضة وموالاة " كي تساهم في بلورة شكل الدستور المقبل، والذي سيكون توافقيا حسب ما جاء في آخر خطاب للرئيس عقب أداءه القسم الدستورية.

سعداني الذي جاء بعد أشهر من الإطاحة بأمين عام الحزب الأسبق عبد العزيز بلخادم من طرف خصومه، يكون بكلامه أمس عن الحكومة المقبلة، قد رسم تطلعات حزب بخصوص حقه في المناصب الحكومية، وهو ما يظهر كشروط رفعها زعيم الحزب كي يبقى في المولاة، حيث قال " نريد أن نشكل حكومة ..." معناه حسبه أن حزب الأغلبية كان دوما يريد أن تحترم مكانته في البرلمان كونه يملك أكثر عدد من مقاعده، وتحدث في تصريح مقتضب للصحافة بأنه لو لم يحصل حزبه على أغلبية فيالحكومة بعد تعديل الدستور، فسيتحول الأفالان إلى حزب معارض، ثم قال " نحن لا نتصور أنفسنا خارج الحكومة " ، بينما اشار إلى أن هذا مجرد طموح حزب له أغلبية وليس املاء وتدخل في صلاحيات الرئيس، كما أكد أن أي حل للبرلمان أو اجراء انتخابات تشريعية مسبقة " لن يخفيه ، لكن في تصوره، لا يزال حزب جبهة التحرير الوطني يملك شعبية لدى الجزائريين، وبذلك فلا يخشى من نتائج اي تشريعيات.

وخلال لقاء جمعه بمحافظي الحزب بكل ولايات الجزائر، تحدث أمين عام الأفالان عن إمكانية الذهاب إلى مؤتمر جامع في المستقبل القريب، وهذا كي يتم رأب الصدع في صفوف قيادات الحزب الغاضبة على طريقة تسييره من طرف القيادة الحالية. وعن تاريخ انعقاد المؤتمر، لمح المتحدث إلى مطلع العام القادم  2015 .

بالموازاة مع ذلك، ينتظر خصوم سعداني أن تستجيب لهم مصالح ولاية الجزائر العاصمة كي يعقدون اجتماعا للجنة المركزية لإنتخاب امين عام جديد، حيث لا يزال كل من منسق المكتب السياسي الاسبق عبد الرحمان بلعياط، وعبد الكريم عبادة منسق الحركة التقويمية للحزب، يعارضان بشدة فكرة بقاء سعداني، كونه حسبهم لم ينتخب بطريقة شرعية.