سلط موقع "روسيا اليوم" الضوء على ما يطلق عليه تسمية الشركات الكبرى والتي منها الشركات العالمية، والشركات العابرة للقارات، والمتعددة الجنسيات، والفوق وطنية وقومية، موضحا أن تلك الشركات متعددة الجنسيات تمتلك إمكانيات مالية ضخمة أهلتها للاستحواذ على حصة كبرى من الاقتصاد العالمي، ونفوذ كبير جعل منها ما يشبه "الحكومات المتحركة".

وأكد موقع روسيا اليوم في تقرير نشره اليوم بعنوان (الشركات الكبرى.. ومواسم "الدول المتحركة") أن هذا النوع من الشركات يسيطر في العادة على تجمع كبير من المؤسسات في دول عدة، يمتلك طاقات إنتاجية ضخمة، وينفذ عمليات متشعبة وشائكة في بلدان أخرى خارج البلد الأم، ويزاول نشاطاته المختلفة في ست دول على الأقل.

وذكر الموقع مثال على ذلك شركة إيني الإيطالية، قائلا "كان مدراء شركة إيني الإيطالية الكبرى التنفيذيون يقفون أمام خيمة القذافي لحل القضايا الخلافية ومواجهة الصعوبات الطارئة، إلا أن الشركة بعد سقوط النظام السابق وانتشار الفوضى في البلاد باتت ترسل الوفود إلى مراكز القوى في البلاد شرقا وغربا وجنوبا، وتقدم المساعدات النقدية والعينية هنا وهناك بل يتدخل مديرها التنفيذي في حل مشكلة انقطاع الكهرباء، بالتعهد بإنشاء "محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية للمساهمة في حل أزمة الكهرباء في ليبيا"، إضافة إلى المساهمة في إطفاء الحرائق في مستودعات الوقود، بل وصيانة أجهزة طبية في أحد المستشفيات، وبذلك تحوّلت هذه الشركة النفطية العملاقة بشكل ما إلى ما يشبه الحكومة المتحركة التي لم تعد تكتفي بالهمس في أذن السلطات في روما، بل تحاول أن تلتف على الفراغ السياسي في ليبيا، وتنسج بنفسها علاقات خارجية عبر خطوات وإجراءات لا تمت إلى مجالها الاقتصادي بصلة".