رمضان عريبي فنان قدير وممثل ومخرج من مدينة البيضاء، كانت بدايته التي تجاوزت العقدين من العمل الفني من خلال ركح المسرح، من هناك نمت موهبته وتراكمت خبرته والتي أدت إلى تميزه في كل أعماله والتي كان أخرها مشاركته بالعمل المرئي "بانوريا " والذي عُرض المدة الماضية ومسرحية " زيارة ذات مساء " والتي عرضت هي الاخرى مؤخراً بمهرجان " درنة الزاهرة ".

كثير من الفنانين بليبيا لا يعطيهم الاعلام حقهم ولا ينصفهم، رغم تميزهم ورغم جودة ادائهم، سوى على الركح أو أمام الكاميرا أو خلفها ... و "بوابة إفريقيا الإخبارية" تعمل عكس السائد إعلاميا فتلتقط كل الوجوه الفنية التي تستحق نتيجة تاريخها الفني وزخم ما قدمته من أعمال وبمستوى يصل حد التميز فتسلط الضوء على مجمل نشاطهم الفني وحجم مشاركاتهم فتعمل على توثيق مسيرتهم الفنية وحكايتهم المثقلة بالجهد والعطاء بالعمل في هذا المجال والذي لا يدفعهم على الاستمرار فيه إلا الشغف ....ومن هذا المنطلق كان لنا هذا الحوار مع الفنان والمبدع (رمضان عريبي) وهكذا كانت اجاباته على اسئلتنا .. 

لنبدأ تقليديا من اين كانت البدايات وماهي الأعمال التي انطلقت منها؟ 

 ـ كانت بدايتي مع فرقة "هواة الفن" بمدينة البيضاء وقدمت مسرحية " غريق يابحر لولاف " ومسرحية "الكساكا " بعد ذلك كانت النقلة لفرقة " المسرح الحديث البيضاء " ومن خلالها قدمت أغلب أعمالي المسرحية ومنها العمل المسرحي "سرحان" . "كلاب واجراس" . "المدير" ." تشنج" . "رجل من الصحراء ". "عمتي الغول" . "بالعود يامسعود" . "الخوف ". "يامطر يا عمتي"." حكايا ليل ". " الأبواب" " في منهم واجد " و" زيارة ذات مساء " و" وجه آخر" و" الزردة "و" الشاهد البحر" و " بائع الكلام ".

وماذا عن العمل التلفزيوني ؟؟

ـ قدمت كممثل للتلفزيون العديد من الاعمال. منها مسلسل "صابرين " ومسلسل " النصيب " وعمل. "شخبط شخابيط " واخيرا مسلسل " بارانويا " .

رغم نذرة الاعمال السينمائية بليبيا.. لكننا نعلم أن لك مشاركاتك السينمائية لكن اغلب الليبيين لا يعلم ذلك .. ماهي هذه الاعمال؟

ـ نعم وكان لي الشرف بالمشاركة بهذه الأعمال على الشاشة الكبيرة، فقدمت فيلم " بشير والوزير " اخراج احمد التمساح نص فتحي القابسي ، وفيلم "الغريب" اخراج عزالدين المهدي تأليف نجلاء الامين ...أما انعدام العلم بهذه الاعمال وقليل عدد من تابعها وعلم عنها من الجمهور فيعود لأسباب عديدة فالسينما صناعة كبيرة ومن أهم أركانها الدعاية والاعلام ..وانت سبق ونوهت في كواليس حديثنا إن الإعلام بليبيا ( يأخذ بالوجوه والعلاقات) فهذه الافلام لا تأخذ حقها إعلاميا ، فالدعاية السينمائية لاوجود لها اصلا، أما هذه الاعمال فقد ثم انجازها باقل ما يمكن من إمكانيات فلا دولة تهتم ولا جهة مسئولة يعنيها الأمر .....صدقني لولا شغفنا بالمهنة ولولا رغبتنا في أن تستمر وتصل للأجيال القادمة لما اقدمنا على العمل بها وانت تعلم كم تكلف مثل هذه الأعمال من معاناة للفنان معنويا وماديا ... وسأضيف مؤكدا لك ذلك لقد اخرجت فيلما قصيرا تأليف نجلاء الامين وتمثيل فيلم رغم الظروف التي تمر بها آي تجربة سينمائية " المغامرة يا صديقي" عرق وجهد ودم وانعدام الدعم لكننا تجاوزنا كل العثرات ونجحنا وفي إنجازه والانتهاء منه الى اخر مراحله لكن للأسف لم نوفق في عرضه الى الان، وايضا لنفس الظروف التي ذكرت سابقا . 

من هذا التاريخ الفني والرصيد الكبير من الأعمال نجد إنك قد تعاملت مع أغلب المخرجين بليبيا هل تفيد المتابع بأسمائهم ؟

ـ ابتسم ر مضان وهو يجيبنا بقوله (نعم لربما هذا حظي السعيد) وكما عددت لك رصيد أعمالي فترتب على هذا إنها كما تنوعت في مضمونها و في حكاياتها ونصوصها فكذلك تنوعت وتميزت بعدد كبير من مخرجين ليبيا المميزين الذين عملت معهم واشرفوا عليها ، وهذا مما زاد في إثراء تجربتي كممثل وكمخرج فيما بعد ...

وأهم هذه الاسماء هم المخرج عزالدين المهدي . المخرج عبدالحفيظ الشريف . المخرج عبدالعالي . شعيب .المخرج خالد الشيخي . المخرج مفتاح بادي . المخرج احمد تمساح . المخرج فرج بوفاخرة . المخرج الشريف بوغزيل . المخرج عبدالرحمن عباس . المخرج أكرم عبدالسميع . المخرج حسن ميكائيل . المخرج سعد امحارب . واخيراً محمد التريكي .

وماذا عن الكتاب ؟؟؟ 

ـ اجاب عريبي .. تعاملت مع أهم كتاب ليبيا ومنهم الكاتب منصور بوشناف . والكاتب سراج هويدي . وعلي الجهاني . وعبدالعزيز الزني .ونجلاء لأمين .

من خلال هذا الزخم من الأعمال فأكيد أن لديك مشاركات بمهرجانات عربية أو اقليمية ؟؟

ـ نعم شاركت بعدد من المهرجانات، منها مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي من2001الى2005. اي لأربع سنوات متتالية، ايضا مهرجان بورسعيد . كذلك مهرجان المغرب بالرابط و مراكش .

- والجوائز ماذا عنها؟؟

ـ تحصلت على جائز أفضل ممثل ثاني في المهرجان الوطني على مستوى ليبيا، وجائزة أفضل ممثل في المهرجان الجامعي.

وماذا عن اخر عمل قدمته ؟؟؟؟

ـ كان العمل المسرحي " زيارة ذات مساء " عمل مسرحي عصري من بطولتي منفردا "منو دراما " كما إنه ينتمي لمسرح " كيرو دراما " وهو مزج العمل المسرحي بالسينما ..وقدمناه مؤخرا بمهرجان "درنة الزاهرة " وهو من تأليف عبد العزيز الزني واخراج حسن ميكأئيل وقد نال هذا العمل استحسان الجمهور كما إنه أيضا وثق مرئيا .

وماذا ننتظر من رمضان عريبي في الفترة القادمة ؟؟

ـ لا إجابة لدي الآن.... فقط انتظروني في شهر رمضان القادم...

وبعد الحوصلة على مجمل أعمال فناننا، وكما العادة كلما حاورنا مبدع وعامل بالمجال الفني نحس بمعاناة هذه الشريحة والتي يفترض إنها نخبة المجتمع ومن يقاس من خلالها مستوى وعي الشعوب ومن خلالها أيضا تنهض هذه الشعوب فاخبرنا رمضان عريبي متحسرا على حال الفن بليبيا بقوله

ـ للأسف ومع أننا على اعتاب العام  ..2020 فلا دعم ولا تمويل ولا اهتمام من قبل المكلفين برعاية النشاط الفني بكل انواعه .. مسرح دراما تلفزيون اذاعة تشكيل موسيقى الخ الخ .. واقصد هنا الدولة بالتحديد، فالدول هي من تدفع بفنونها وفنانيها لأنهم المعبر على مستوى وعي المجتمع وثقافته وهم من يضعه في خانة حضارة العالم بل هم من يضعونه في ممشى التاريخ ، للأسف في ليبيا لاتوجد هذه الرؤيا الثاقبة والصائبة تجاه الفنون بل ما يحدث عكس ذلك تماما.