"موثوق به"، و"دبلوماسي"، و"موحد"، و"محرر" و"ثوري" هذا ما يعرف به رئيس وزراء أوغندا الجديد، \، المعروف أيضا باسم "ندوغو" ("شقيق" باللهجة السواحيلية)، كما يصفه رفاقه.

وخلال جلسة المصادقة البرلمانية على تعيين روغوندا، حرص سلفه، "أماما مبابازي"، التأكد من اصطحاب النواب في رحلة يعطف خلالها على ذاكرة التاريخ معددا مزايا صديقه وزميله ورفيقه منذ 56 عاما.

وقال مبابازي، فيما يتعلق بالقيادة، يحتاج المرء إلى ثلاثة أشياء لكي ينجح: الانضباط، والعمل الشاق والالتزام، وخلال "50 عاما من الشراكة مع الدكتور روغوندا، تجسدت فيه تلك الصفات".

وأضاف: "نحن من أنصار الوحدة الأفريقية الشاملة.. وكنا نؤمن بالنضال من أجل التحرير، واشتركنا حتى النخاع في ذلك، وكان الدكتور روغوندا لنا نعم القائد"، مستذكرا أنشطتهما الطلابية.

وبزغ نجم روغوندا، الذي ولد في عام 1947، على الساحة الوطنية في السبعينيات، عندما شغل منصب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة أوغندا، ثم انضم إلى النضال ضد نظام عيدي أمين دادا الذي حكم بين عامي 1971 و1971.

ومضى مبابازي، قائلا: "عندما بدأ الكفاح المسلح، كان هو (روغوندا) بيننا مباشرة، وزعيم نضالنا تحت راية حركة التيار الوطني الأوغندي، يوري موسيفيني، لم يكن قد نضم إلينا بعد".

وأشار إلى أن روغوندا، وزير الصحة السابق الذي تولى رئاسة الوزراء اليوم الخميس، قد شارك في الحرب داخل أوغندا.

وتذكر مبابازي: "في عام 1973، عانينا نكسة خطيرة لأن قوات عيدي أمين وجهت ضربة خطيرة للغاية ضد قواتنا".

في ذلك الوقت، كان نظام أمين سيئ السمعة يقوم بتنفيذ عمليات إعدام علنية في جميع أنحاء البلاد، ولفت مبابازي إلى أن "أحد هؤلاء الذين كان من المفترض أن يتم إعدامهم الدكتور روغوندا، لكنه نجا، رغم ذلك، نظرا لمهاراته في تكوين صداقات، وأجبر على مغادرة البلاد إلى المنفى في زامبيا".

وأوضح مبابازي أنه خلال الفترة من عام 1975 إلى أوائل عام 1976، وافق هو وموسيفيني على تعبئة الأوغنديين في الخارج لمحاربة النظام.

وتابع موجها حديثه لأعضاء البرلمان: "عندما ذهبنا إلى زامبيا، كان الدكتور روغوندا هو من استضافنا وحشد زملائه، الذين كانوا في زامبيا في ذلك الوقت، ليتحدوا سويا".

ونوه رئيس الوزراء السابق إلى أنه خلال النضال ضد نظام "أمين"، عهد إلى روغوندا بالملف الدبلوماسي، حيث كنت مسؤولا عن كل من أوروبا الغربية والاتحاد السوفيتي آنذاك.

وزاد بالقول: "عميقة كانت ثقتنا في مهاراته الدبلوماسية، ونفذ واجباته بشكل جيد للغاية".

وشغل روغوندا منصب وزير الشؤون الخارجية بين عامي 1994-1996، وقاد وفد الحكومة الأوغندية في محادثات السلام في جوبا مع متمردي جيش الرب للمقاومة من يوليو/ تموز 2006 إلى يناير/ كانون الثاني عام 2009.

بعد إثبات مهاراته التفاوضية، عين روغوندا ممثلا لأوغندا لدى الأمم المتحدة في عام 2009، حيث تولى مرتين منصب رئيس لمجلس الأمن الدولي خلال هذا العام.

روجوندا، متزوج وأب لأربعة أطفال، وشغل مناصب في ثلاث وزارات في أقل من أربع سنوات، حيث كان وزيرا للصحة من مايو/ آيار 2013 قبل تعيينه رئيسا للوزراء.

وعمل وزيرا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بعد تمثيله أوغندا في الأمم المتحدة في نيويورك، وقبل تعيينه في الأمم المتحدة، شغل روغوندا منصب وزير الشؤون الداخلية منذ عام 2003.

وتولى عدة حقائب وزارية في عهد الرئيس موسيفيني، بدأها عام 1986 وزيرا للمياه والبيئة؛ ووزيرا للصحة (1986-1988)؛ ووزير للأشغال والنقل والاتصالات (1988-1994)؛ وزير للشؤون الخارجية (1994-1996)؛ ووزير للإعلام (1996-1998)؛ ووزيرا لرئاسة الجمهورية (1998-2001).

ويقول رفاق روغوندا من أيام النضال -التي انتهت فقط عندما جاءوا إلى السلطة عام 1986- إنهم قدموا تضحيات كبيرة لتحقيق الحكم الرشيد والحرية في أوغندا.

واختتم رئيس الوزراء المنتهية ولايته مبابازي بالقول: "الرفاق القدامى كرسوا حياتهم لبلادهم ويستحقون الاعتراف بهم لالتزامهم، وروغوندا أحد هؤلاء الرفاق".

(أعده للنشرة العربية: أحمد محمود)