يؤدي رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة زيارة إلى 6 دول خليجية ابتداء من يوم غد السبت في إطار جولة تشمل الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان.

وتعتبر هذه الزيارة إلى دول مجلس التعاون الخليجي هي الأولى لمسؤول تونسي رفيع المستوى بعد مصادقة تونس على دستورها الجديد وتشكيل حكومة توافقية  من كفاءات مستقلة.وستكون هذه الجولة هي الثالثة لمهدي جمعة بعد توليه مهامه رئاسة الحكومة التونسية الجديدة في 29 يناير الماضي بعد زيارتين للجزائر والمغرب.

ووصف الخبير الاقتصادي التونسي ورئيس معهد الاستشراف الاقتصادي للعالم المتوسطي راضي المدب في تصريح خاص لـ(بوابة افريقيا الإخبارية) جولة رئيس الحكومة التونسي المرتقبة بـ"الهامة جدا".وأضاف المدب أن هذه الزيارة "تأتي مباشرة بعد زيارة جمعة لدول الجوار مما يكشف مستوى أهميتها بالنسبة للحكومة والدولة التونسية".

وأكد جمعة في تصريحات نقلتها وسائل إعلام خليجية إثر لقاء له بمراسليها بتونس أمس الخميس "سعي تونس لإرساء علاقات سياسية استراتيجية مع البلدان الخليجية والوصول بالعلاقات الاقتصادية المشتركة إلى مستوى الروابط التاريخية العريقة بما يخدم المصالح المشتركة".وأوضح جمعة أن تونس تعول على الدول الخليجية في تجاوز صعوباتها الاقتصادية.

تعليقا على ذلك، قال راضي المدب لـ(بوابة أفريقيا الإخبارية) إن "الوضع في تونس يحتاج إلى دعم اقتصادي ومالي قوي على مستوى دعم الموازنة العامة للدولة أو جلب الاستثمارات الأجنبية الخاصة".وأردف المدب أن "منطقة الخليج تعرف سيولة مالية" لكن تونس "لم تتمتع بشكل كافي بالاستثمارات الخليجية".وفي السياق ذاته أكد رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة خلال حديثه لوسائل إعلام خليجية أن "العلاقات التجارية والاقتصادية بين تونس ودول مجلس التعاون الخليجي ماتزال دون المستوى المأمول، ولابد من البحث في آليات عملية لتطويرها بما يخدم مصلحة الطرفين".

وأوضح الخبير الاقتصادي راضي المدب أن مخاوف رجال الأعمال الخليجيين التي كانت قائمة سابقا بسبب انعدام الشفافية المالية والفساد لم تعد قائمة اليوم بعد الثورة "خاصة أن حكومة مهدي جمعة عبرت عن إرادة سياسية قوية لتنقية الأجواء وخلق مناخ كفيل بدعم الاستثمار الأجنبي".رئيس الحكومة التونسي أكد أيضا أن تونس ترغب في تصدير منتجاتها إلى البلدان الخليجية وتوريد المنتوجات من هناك مضيفا أن هناك رجال أعمال تونسيون يرغبون في دخول السوق الخليجية مقابل رجال أعمال خليجيين يريدون الاستثمار في تونس.

ويرافق وفد من منظمة الأعراف رئيس الحكومة التونسي في هذه الجولة لإجراء لقاءات مع مستثمرين خليجيين حسب بلاغ للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة اطلعت (بوابة افريقيا الإخبارية) على نسخة منه.من جهته دعا أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة التونسية عبد المجيد العبدلي في اتصال هاتفي مع (بوابة افريقيا الإخبارية) إلى طرح رئيس الحكومة لملف استرجاع الأموال التونسية المنهوبة بالبنوك الخليجية وتسليم رموز النظام السابق المتواجدين هناك للعدالة التونسية.