يعد رؤوف الخماسي أحد العناصر القيادية المهمة في حزب نداء تونس ، رغم تواجده شبه الدائم في الخارج لمتابعة استثماراته في أكثر من بلد أوروبي و أساسا ألمانيا ، ويستمد مكانته من قربه لرئيس الحزب الباجي قائد السبسي ومن علاقاته الواسعة في الجاليات التونسية بالخارج باعتباره كان من القيادات المهجرية الكبرى في النظام السابق إضاف إلى أنه يمثل أحد كبار ممولي الحزب فضلا عن أفكاره وقدراته التعبوية وصراحته.

 الخماسي تحدث إلى بوابة إفريقيا الإخبارية عن مواقف النداء من الحراك السياسي الحاصل حاليا في تونس حول مناقشة الدستور ومستقبل حكومة جمعة و التحديات المطروحة عليها وعلى البلاد عموما قبل أن يعلن ، بلا مواربة ، أن النداء و النهضة سيتحالفان بعد الانتخابات القادمة لقيادة تونس.

سؤال: بخلاف بقية الأحزاب لم نسمع احتجاجات من نداء تونس عن الدستور فهل أن كل فصوله نالت رضاكم؟

 جواب: لا يجب أن نحتج لمجرد الاحتجاج فالنداء ليست له هذه العقلية الهدامة ونحن نعتقد أن الدستور يسير في مسار صحيح وإذا كانت هنالك بعض التعديلات في بعض الفصول أو احتجاجات فهنالك طرق راقية لإيصال الفكرة دون جلبة أو غوغاء ، وسأعطيك مثالا على ذلك فأنا كطرف من الجالية التونسية المقيمة بالخارج رأيت أنه من الواجب دسترة حقوق الجالية ، وعرضت الأمر على رئيس الحركة فاستحسن الأمر وقام بمراسلة رئيس المجلس التأسيسي حول هذه النقطة وننتظر منه ردا إيجابيا. أما بقية الفصول فأرى أنها ممتازة وتلبي رغبات التونسيين في حياة ديمقراطية راقية.

*سؤال : والفصل السادس من الدستور ماذا تقول حول الجدل الدائر بسببه؟

جواب: مشكلة الفصل السادس خلقت من عدم ويجب تغليب العقل لتجاوز صراع الأيديولوجيات مهما كان نوعها لذلك علينا أن نضع في اعتبارنا أننا مسلمون لا يجب أن نكفر بعضنا البعض أو نتهم بعضنا البعض بالانغلاق والتكلس وأعتقد أن المشكلة أساسا مفتعلة بسبب حادثة معينة ما كان يجب أن يعود بسببها الفصل السادس إلى النقاش حوله بعد أن تم التصويت عليه لأن الدستور لا يجب أن يترك مفتوحا لنعود في كل مرة إلى تنقيحه كما أن كل شيء لا يمكن إدراجه في الدستور وتحجير التكفير كان يمكن إدراجه في نص قانوني وليس في الدستور.

 سؤال: كيف ترون آفاق المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي بتونس مع حكومة مهدي جمعة؟

- نحن نتمنى له النجاح لكنني لا أريد أن أحمل السيد مهدي جمعة فوق طاقته لأن هنالك سقف للانتظارات فهو لا يملك عصا سحرية للقضاء على كل النقائص بسرعة وهذا ليس في إمكان أي حكومة لكل ذلك أعتقد أن الهدف الأسمى الذي يجب أن يتم التركيز عليه هو الوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة ولو نجح في ذلك فإن المناخ السياسي سيتحسن شيئا فشيئا وهذا سيجلب الاستثمارات ويحسن الوضع الاقتصادي ثم الاجتماعي لكن في العموم يجب أن لا يحمل الرجل فوق طاقته كما أن النجاح مسؤولية كل الأطراف وليس مسؤولية شخص واحد أو الحكومة فقط.

  سؤال: حين تم الاتفاق على مهدي جمعة تغير موقف النداء من الرفض إلى الموافقة على هذا الاختيار في حيز زمني ضيق جدا فما الحكاية؟

- ليس في الأمر تناقض نحن تحفظنا في البداية ثم ساندنا حين وجدنا أغلب الأطراف متوافقة على الرجل ، لذلك قبلنا بترشيح جمعة تغليبا لمصلحة البلاد كما أن التونسيين تفاقم قلقهم على وضع البلاد ولو أصررنا على موقفنا الأول فان الأمور ستتعقد أكثر لذلك غلبنا مصلحة البلاد والشعب.

  سؤال: لكن موقف حركتكم تغير بعد لقاء قايد السبسي بالسفير الأمريكي مما جعل البعض يتحدث عن ضغوطات مورست على النداء ليغير موقفه من جمعة؟

- لا هذا كلام مردود على أصحابه إذ لم تمارس علينا ضغوطات من أي جهة كما أن السيد قايد السبسي دائم الالتقاء بعديد السفراء لتبادل وجهات النظر لما له من إشعاع عالمي وربما الصدفة فقط جعلت لقاءه  مع السفير الأمريكي يتزامن مع مساندتنا لترشيح مهدي جمعة.

* سؤال: ألا ترى أن قايد السبسي بتبنيه لمقترح تكوين مجلس الدولة بعضوية ممثل عن اتحاد الشغل وممثل عن منظمة الأعراف إضافة الى عضويته والشيخ الغنوشي قد حسم أمر تحالفاته القديمة وأنه يؤسس لتحالف جديد مع النهضة أكدته مؤخرا تبادله للمجاملات مع الشيخ الغنوشي ؟

- أنا اعتبر أن الباجي والغنوشي ومن ورائهما النداء والنهضة يجب أن يكونا شركاء في حكم البلاد وأن كان طرف منهما في الحكم والآخر في المعارضة أي يجب أن يكون بينهما تعاون وتبادل للأفكار البناءة من أجل مصلحة البلاد كما أن المشهد السياسي اليوم فيه النهضة والنداء كأكبر حزبين في البلاد ولا يمكن إقصاء أي طرف منهما و الباجي يفهم أن النهضة لا يمكن إقصاؤها بل ولا يجب التفكير في ذلك أصلا ، وهو على يقين أن الشعب في الانتخابات القادمة سيضع ثقته في النداء والنهضة ومن يحترم الديمقراطية يجب أن يعمل مع أي حزب نال ثقة الشعب كما أن مصلحة البلاد تقتضي أن يعملا معا

  سؤال: أنت تتحدث عن المستقبل وهذا جميل لكنك لم تجبني على سؤالي فهل حسم قايد السبسي في تحالفاته القديمة وأنهاها ؟

جواب: الباجي رجل واقعي لذلك هو ذهب مباشرة إلى الحزب الذي ترشحه كل استطلاعات الرأي لأن يكون إلى جانب النداء من الفائزين في الانتخابات القادمة وهذا لا يعني إلغاء التحالفات السابقة بل يجب إشراك الجميع كل حسب موقعه في إدارة شؤون البلاد كما أنه أراد القطع مع التجاذبات السياسوية والصراعات الأيديولوجية لأن البلاد لم يعد بإمكانها تحمل تبعات هذه الصراعات الوهمية وهذه الفكرة متبادلة بين النهضة والنداء.