بدأت مدينة درنة الليبية تتنفس الصعداء بعد ثلاثة أسابيع  من إعلان الجيش الوطني سيطرته عليها  في 29 يونيو الماضي، فيما استمرت مواجهات  متفرقة مع عناصر  تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في مساحة محدودة بالمدينة القديمة

وقال آمر الكتيبة 102 مشاة العقيد إدريس الجالي ف أنه لم يتبقَ من العناصر الإرهابية في مدينة درنة إلا عناصر قليلة محاصرة في حي المغار والمدينة القديمة وسوق الظلام بأسلحة خفيفة ودون إمداد أو تموين ،وأكد  أن قوات الجيش تحاربهم بتكتيك عال وأنهم سوف يسقطون سريعا، منوهاً أن 4 عناصر قاموا بتسليم أنفسهم لقوات الجيش وأن أحدهم مصاب.

وشدد  الجالي على أن قوات الجيش تسيطر على مدينة درنة وتفرض الأمن والآمان عليها، وأن مداخل المدينة مفتوحة لتنقل السكان المحليين  ونقل المواد الغذائية والوقود والغاز تدخل وخاصة في الأحياء المحررة .

وأكدت مصادر عسكرية أن عناصر تابعة لتنظيم داعش حاولت عرقلة تقدم الجيش في حي المغار بعد القضاء على مسلحي تنظيم القاعدة واستسلام المئات من عناصره، فيما قامت أربع إرهابيات بتنفيذ عمليات انتحارية من بين 22 عملية تم تنفيذها منذ بداية عملية تحرير المدينة في السابع من مايو الماضي.

وكشف مصدر مطلع من مدينة درنة أن من بين منفذي تلك العمليات الإرهابية بواسطة سيارة مفخخة امرأة هي شقيقة قيادي في تنظيم داعش  ويقاتل هو أيضا في محور المغار” حاليا ،مشيرا الى  وجود داعشيات  يقاتلن  في صفوف العناصر الإرهابية ومنهن ثلاث شقيقات وهن زوجات لقياديين  في  التنظيم الإرهابي  تم القضاء عليهم  في وقت سابق.

في الأثناء، أكد عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي أن مدينة درنة بالكامل تحت سيطرة المجلس البلدي ولم يبقَ من جيوب الإرهابيين إلا أحياء المغار والمدينة القديمة التي لم تتحرر بالكامل، مضيفا أنهم لم يستلموا بعد المغار والمدينة القديمة من القوات المسلحة، في حين أن باقي الأحياء تحت سيطرة المجلس البلدي والأجهزة الأمنية مثل مراكز الشرطة والبحث الجنائي، والنجدة قد باشرت العمل فيها بالإضافة إلى “بقية الأجهزة غير المنظورة”.

وأوضح العميد  في تصريحات صحفية، أن مهمة البلدية الأولى كانت إظهار رجل الأمن في الشوارع، وهو ما تحقق بعد تحرير مدينة درنة في “ظل تعاون مدير الأمن لفرض القبضة الأمنية على المدينة وأصدر تعليماته إلى مراكز الشرطة لكي تعمل بكل طاقتها رغم قلة الإمكانيات”، مبيناً أنهم وضعوا خطة مشتركة ومراكز الشرطة باشرت في استقبال الشكاوى من المواطنين.

وأردف قائلا: “نقوم بجولات تفقدية بين الحين والآخر لمتابعة كل ما يحدث في المدينة وسنفعل القضاء والنيابات قريبا”، و“لقد اجتمعنا مع جهاز تطوير المدن وسيتم صيانة مبنى المحكمة بكل درجاته الجزئي والإستئنافي وتفعيل دور المحامي العام والنيابة العامة وستكون منظورة خلال الفترة القادمة . وحالياً سنتعامل مع نيابات القبة وأم الرزم .”

وتطرق الغيثي إلى الإبقاء على رئيس مجلس الحكماء في البلدية وأنه “سيشكل مجلس حكماء جديد تحت إشراف البلدية، كذلك أبقينا على مسؤولي القطاعات لحين النظر في المذكرة التي قدمت لرئيس مجلس الوزراء ووزير الحكم المحلي. وحكماء درنة يطالبون وزير الحكم المحلي بإنشاء محافظة درنة بدلاً عن البلدية وتكون حدودها الأبرق غرباً إلى التميمي شرقاً” وفق تعبيره.

وخلال الأسبوع الماضي، قدم أكرم سالم عبدالعزيز المكلف من رئاسة الوزراء بالحكومة الموقتة اعتذاره عن منصبه كعميد لبلدية درنة  «لاعتبارات قبلية ورأب الصدع الذي حصل فور» تكليفه «من بعض الأطراف والنعرات القبلية»، وفق تعبيره.

الى ذلك، وفي إطار العمل على إعادة الحياة الى المدينة،  أعلنت شركة المدار الجديد، عودة خدمات الشبكة الى الطريق الساحلي من غرب مدينة درنة إلى منطقة كرسة ومنها للطريق المؤدي إلى منطقة لاثرون ومحطة منطقة رأس الهلال. وأوضحت الشركة على صفحتها بفيسبوك أن العمل جار على إرجاع الخدمة لمنطقة لاثرون كليا، في انتظار توفير أعمدة الكهرباء والأسلاك الهوائية بالتعاون مع الشركة العامة للكهرباء.

وقررت  وزارة العدل في الحكومة المؤقتة  إستئناف تفعيل جهاز الشرطة القضائية بمدينة درنة ( مجمع المحاكم والنيابات بدرنة )، وأمرتها باستلام مقراتها .

كما أعلنت فرق القبض والتحري التابعة للإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والظواهر الهدامة عن ضبط أسلحة ومتفجرات وقذائف ملغمة داخل مدينة درنة بعد اقتحامها أوكاراً للجماعات الإرهابية. وتمكنت الفرق من ضبط 50 جهازا حديثا مُخصصة لتفجير المُفخخات عن بعد، بالإضافة إلى عبوات ناسفة وألغام أرضية وحقائب متفجرة، إلى جانب عدد كبير من ملصقات تفجير المركبات الآلية، وفق ما ذكره المكتب الإعلامي للإدارة العامة لمكافحة الإرهاب. وكانت الجماعات الإرهابية تحتفظ بهذه الأسلحة والمتفجرات بهدف استخدامها في تنفيذ عملياتها الإرهابية بالمدينة.

ومن جانبها، دعت إدارة الخدمات الصحية درنة، كافة العاملين بإدارة الخدمات والمراكز الصحية والعيادات والمختبرات، الالتحاق بأعمالهم فوراً. وأكد مدير مكتب التفتيش والمتابعة بالإدارة حمدي بن قائد في بيان  أن هذا النداء يعد بمثابة الإنذار النهائي، محذراً كل من يتخلف عن ذلك من عناصر طبية، وطبية مساعدة وإدارية، وخدمية، إتخاذ إجراءات قانونية صارمة حيالهم.

وعلى الصعيد المالي، فتح مصرف الأمان فرع درنة أبوابه مُجدداً أمام سكان المدينة، وبدأ في استلام طلبات التقديم للحصول على منحة أرباب الأسر عن عام 2018 والبالغ قيمتها 500 دولار.

وعلى الرغم من قلة الإمكانيات المتوفرة، إلا أن أغلب المؤسسات سارعت لإعادة أفرعها إلى مدينة درنة فور إعلان الجيش الوطني تحريرها من قبضة الإرهاب وإعادتها إلى حضن الوطن، من بينها مصرف الأمان الذي باشر عمله للتخفيف من أزمة السيولة الحاصلة.

وفي مجال التموين ،إستلم مراقب الاقتصاد في مدينة درنة كميات من الدقيق المخصص للمخابز من وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة المؤقتة. وقرر صندوق موازنة الأسعار بتوزيع مخصصات المخابز الواقعة ضمن نطاقه الإداري في مدينة درنة.

وفي مجال الإعلام، أصدر مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون الليبي  حاتم العريبي قرارا يقضي بإنشاء إذاعة مسموعة محلية بمدينة درنة وذلك عقب إعلان تحرير المدينة من قبل الجماعات الإرهابية. ووفقا لقرار مدير عام المؤسسة رقم 58 لسنة 2018 ميلادي، فإن العريبي أنشأ (إذاعة درنة المحلية) على أن تكون تبعيتها للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون الليبي التابع للحكومة المؤقتة التي تتخذ من مدينة البيضاء مقرا لها. وستبث إذاعة درنة المحلية على الموجة القصيرة FM على التردد (99.9)، وبموجب القرار ذاته، تم تعيين طه إجويدة بوبيضة مديرا عاما للإذاعة.