مثلما انفردت به "بوابة إفريقيا الإخبارية" قبل أيام، تأكد اليوم رسميا تعيين وزيرة الثقافة الجزائرية السابقة خليدة تومي على رأس المركز الثقافي الجزائري بباريس، حيث عينت مديرة خلفا للكاتب الجزائري ذي الصيت العالمي محمد بومسهول المعروف أدبيا بياسمينة خضرة.

ويأتي هذا التعيين بحسب مهتمين بالشأن الثقافي الجزائري، كرسالة واضحة من السلطة الجزائرية في أنها لا تتخلى عن أبنائها، سيما وأن الوزيرة السابقة، عرفت منذ توليها حقيبة الثقافة انتقادات واسعة تتعلق بشخصها وكذا سياستها الثقافية والتي لا تكف عن الادعاء أنها تطبيق لبرنامج رئيس الجمهورية في جانبه الثقافي.

وبحسب ذات المحللين، فإن تعيين خليدة تومي في هذا المنصب يؤكد رضا الأوساط المقررة عنها، وما استخلافها بالوزيرة الجديدة نادية شرادي إلا إجراء استدعاه "التغيير" الذي كان ركيزة الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لاسيما أن استخلافها لم يمنع من إبقائها على رأس اهم هيئة ثقافية في الخارج، حيث يلعب المركز الثقافي الجزائري بباريس دورا استراتيجيا في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وهو ما يلاحظ من خلال نشاطاته السياسية الثقافية وايضا من خلال تقديمه كضمانة على عدم تخلي بعض الأوساط النافذة على خيار الفرنكفونية وما تعنيه من نفوذ في داخل الجزائر، بدليل ما تشهده نشاطات هذا المركز من إقصاء واضح للمثقفين ذوي النزعة العربية.

وبحسب نفس المصادر، فقد كان الاستغناء عن الكاتب ياسمينة خضرة، نتيجة جرأته وانتقاده المستمر للواقع السياسي والثقافي والاجتماعي للجزائر، ما جعل السلطة في الجزائر في وضع حرج، لاسيما وأنها تواجه كاتبا عالميا لا يمكن التشكيك في مصداقية تصريحاته.