قال  الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وخطيب الجامع الأزهر، إن الغاية العظمى من الحج هي التقوى، وقد جاءت هذه الفريضة لتطهير العباد من الذنوب والسيئات، فبعدما يحج المسلم ويتوجه إلى ربه بالدعاء ويؤدي مناسك الحج ويقدس شعائر الله؛ يأتي وعد الله سبحانه وتعالي بغفران الذنوب، فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّه).

وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن أهل العلم أجمعوا على أن فريضة الحج لا تجب في العمر إلا مرة وأحدة، فعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: (خطبنا رسول الله ﷺ فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُم)، فكان سكوت النبي ﷺ عن الإجابة على سؤال السائل رحمة بالأمة وتخفيفًا على العباد.

وأكد الدكتور لاشين خطبة الجمعة بالتأكيد على ضرورة أن يسأل السائل فيما يفيد، كأن يريد معرفة حكم شرعي أو استبيان أمر تستقيم به حياته، أما الأسئلة التي لا تفيد فلا حاجة لها، كمال قال النبي ﷺ: (ذروني ما ترَكتُكم فإنَّما هلَك الَّذينَ من قبلِكم بِكثرةِ مسائلِهم واختلافِهم على أنبيائِهم، ما نَهيتُكم عنهُ فاجتَنبوهُ وما أمرتُكم بِه فافعلوا منهُ ما استطعتم).