في الـ24 من شهر ماي الجاري ألقى الجيش القبض على أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي ضمن المرتزقة السوريين في معسكر اليرموك إثر عملية التفاف قامت بها قوات الجيش في شكل كمين للمليشيات المنضوية تحت حكومة الوفاق. 

وأعلن اللواء أحمد المسماري الناطق باسم القيادة العامة للجيش يومها أنّ وحدات القوات المسلحة العربية الليبية في محاور طرابلس، قد ألقت القبض على الداعشي السوري محمد الرويضاني المكنى "ابوبكر الرويضاني" أحد أخطر عناصر داعش في سوريا والذي انتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لفيلق الشام.

وأضاف المسماري بأنه تم القبض على "الرويضاني" وهو يقاتل مع قوات الوفاق التي يقودها ضباط أتراك، مما يعد دليلا آخر على العلاقة بين أردوغان وتنظيم داعش التكفيري والتنظيمات المتطرفة عامة.

إلى ذلك قال الضابط في شعبة مكافحة الإرهاب سليمان الجارح في تصريحات إعلاميّة أن الرويضاني، مقيم بمدينة حمص حي بابا عمرو، وهو مطلوب للسلطات السورية في قضايا اغتصاب، كما أنه مطلوب على ذمه عدة قضايا قتل بسوريا آخرها قتل رجل لأجل أن يغتصب زوجته، ثم اختفى لفترة قبل أن يهرب إلى ليبيا. وأوضح الجارح أن التحقيقات الأولية أوضحت أن البويضاني ، يمتلك حسابين على موقع فيسبوك، أحدهما باسم، محمد حمص، والآخر باسم أبو بكر البويضاني.

وفي السياق ذاته قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن أردوغان لديه طموح كبير بالسيطرة على المنطقة العربية.

وكشف عبدالرحمن، في تصريحات صحافية، أن أحد قادة الفصائل الموالية لتركيا -من الذين كان لديهم سجل سيء في عفرين- يقود الآن أحد الجبهات في طرابلس.

وقال مدير المرصد "على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي أن يقول لتركيا كفى أن تزجي بالسوريين كـ "مرتزقة" في ليبيا وغير ليبيا، منذ شهر أكتوبر الفائت بدأت عملية نقل الجهاديين من داعش وتنظيم القاعدة من جنسيات شمال أفريقيا إلى ليبيا، أردوغان ساهم بانتشار الإرهاب في سوريا ويساهم بانتشار الإرهاب في ليبيا" وفق تعبيره.

كما أكّد أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضًا، في ذات الإطار، ارتفاع عدد مرتزقة أردوغان في ليبيا إلى 10100 مقاتل بعد وصول دفعة جديد قوامها 500 مقاتل.  

وأكد عبد الرحمن في تصريح خاص لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية" وصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا تضم 500 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، للمشاركة بالعمليات العسكرية إلى جانب حكومة الوفاق الوطني، ضد الجيش وبذلك بلغ تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، نحو 10100 مرتزق بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3400 مجند.

وأشار عبد الرحمن إلى أنه من بين المجندين يوجد حوالي 200 طفل تتراوح أعمارهم بين الـ 16 - والـ 18 غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي.

وكان المرصد السوري وثق، مقتل عشرات العناصر في صفوف "المرتزقة" جراء المعارك الدائرة على محاور عدة داخل الأراضي الليبية، إضافة لأسر عدد منهم في مواقع مختلفة هناك وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، إلى أكثر من 300 شخص بينهم 18 طفلاً دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.

هذه العناصر المتطرفة والجهادية الموالية لتركيا تعتبر في نظر الكثير من المحللين خطرا محدقًا بدول الجوار ودول أوروبا على الساحل الشمالي للمتوسط. وتحذّر عدّة تقارير إعلاميّة من تحوّل ليبيا إل بؤرة إرهابية مع تزايد أعداد المرتزقة من التنظيمات الجهادية والإرهابية المرتبطة بالمخابرات التركية للقتال مع المليشيات المنضوية تحت حكومة الوفاق.

الرويضاني في نظر العديد المراقبين هو واحد من بين العشرات أو المئات من القيادات الجهادية المرتبطة بداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية التي يمثّل وجدوها في منطقة شمال إفريقيا مع آلاف المقاتلين الآخرين الوافدين من الساحة السوريّة، خطرا حقيقيا على دول الجوار الليبي خاصة تونس ومصر والجزائر وعلى دول أوروبا القريبة من السواحل الليبية.