أعلن الخبير الأمني الجزائري، علي الزاوي، اليوم الثلاثاء، أن الجزائر تقوم حاليا بدور منسق إقليمي لرسم إستراتيجية موحدة لمواجهة تصاعد خطر الجماعات الجهادية في أفريقيا بالدرجة الأولى.

 وقال الزاوي، وهو ضابط سابق في الجيش الجزائري، إن "الاضطرابات الأمنية الأخيرة في المنطقة شكلت على الجزائر ضغطا جديدا باعتبارها الدولة الأكثر استقرارا وكذا بحكم قدراتها وتجربتها في مواجهة الجماعات الجهادية، فضلا عن حدودها الممتدة مع هذه الدول المضطربة مثل ليبيا وتونس ومالي".وأضاف، في تصريحات لوكالة الأناضول، "لقد أصبحت الجزائر مركزا لرسم إستراتيجية موحدة لمواجهة هذا الخطر المتصاعد للجماعات الجهادية في المنطقة".

وشهدت الجزائر منذ استضافتها اجتماعا لدول جوار ليبيا لبحث الأزمة على هامش قمة حركة عدم الانحياز نهاية مايو/ أيار الماضي حركة دبلوماسية كثيفة كان أبرزها زيارة الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي في أول محطة له خارج البلاد يوم 25 يونيو/ حزيران الماضي.وقال السيسي فور وصوله الجزائر "هناك مشكلة موجودة وهي الإرهاب، نريد تنسيق المواقف فيها ونعمل فيها".كما شهدت الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة إشادة دولية بدورها في مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال زيارته إلى الجزائر في أبريل/ نيسان الماضي، إن "الولايات المتحدة تعتزم تقديم المزيد من الدعم للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب".وأضاف في افتتاح أعمال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري - الأمريكي "الولايات المتحدة ستواصل تضامنها مع الجزائر في مكافحتها للإرهاب وستواصل العمل معها في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب".

وأكد المسؤول الأمريكي أن "الجزائر تشكل قوة إقليمية تساهم في ضمان الاستقرار والسلم في المغرب العربي وإفريقيا والعالم العربي كما تبدل جهودا في ضمان استقرار منطقة الساحل ومالي والنيجر".من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارته للجزائر يوم 6 يونيو/ حزيران "أنوه إلى دور الجزائر كراع للسلم في مالي والمنطقة".وتابع: "فرنسا والجزائر لهما نظرة مشتركة بشأن الملفات التي تشغل البلدين مثل مالي، كما أنهما متمسكان بالأمن في المنطقة".

ولفت فابيوس خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائرإلى أن "الموقف الجزائري والفرنسي متشابهان بل متطابقان بشأن المسائل الإقليمية ونحن بلدان يعملان من أجل السلم والأمن ومتمسكان بتنمية هذه المنطقة وكل القارة الإفريقية كما أننا نعمل جنبا إلى جنب في مكافحة الإرهاب".وقال الزاوي إن "اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا المقرر الأسبوع القادم يندرج في سياق التحركات لرسم سياسة موحدة لمواجهة الوضع المنفلت في المنطقة".ومضى بالقول "لكن باعتقادي فإن الأزمة أعمق في ليبيا والأمور خرجت عن السيطرة بسبب توغل الجهاديين وسط الكتائب المسلحة وسط فوضى السلاح".

وتستضيف تونس يومي 13 و14 يوليو/ تموز الجاري، بمدينة الحمامات (شمال شرق تونس) اجتماعا لوزراء خارجية دول جوار ليبيا.ويرأس هذا الاجتماع وزير الشؤون الخارجية التونسي المنجي حامدي، بمشاركة وزراء خارجية كل من ليبيا والجزائر ومصر، والسودان، وتشاد، والنيجر وبحضور ممثلين عن جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.وحسب الزاوي تعد "الأزمة الليبية أهم تحد يواجه المنطقة حاليا، فانهيار النظام في هذه الدولة أصبح يهدد المنطقة بأكملها وحتى أوروبا يمكن أن يمتد لها الخطر بتسلل جهاديين إليها وتنفيذ هجومات ضدها".