دخلت عملية الجيش الوطني الليبي، التي تهدف إلى تحرير طرابلس من سطوة الميليشيات، شهرها الثاني في ظل معارك عنيفة تشهدها المدينة. في نفس الإطار،لم يعد خافي بروز الخلافات العميقة بين الميليشيات المسلحة بالعاصمة داخل ساحات المعارك التي كشفت عن حجم العداوات والانقسام الكبيرة فيما بينها.

حيث حيث شهدت الساعات الأخيرة وقوع خلافات كبيرة بين ميليشيات مصراتة، بقيادة صلاح بادي قائد كتيبة "لواء الصمود"، وميليشيات ثوار طرابلس، التي يقودها هيثم التاجوري. وبدأت تظهر شعارات في العاصمة مناهضة لتواجد ميليشيات مدينة مصراتة في طرابلس. وتشمل الخلافات ميليشيات العاصمة نفسها، خاصة بين مؤيدي حكومة الوفاق ومعارضيها، الذين يتشكلون من أتباع مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني.

وفي الأشهر الأخيرة، حاولت حكومة الوفاق تنفيذ خطة الترتيبات الأمنية بالعاصمة طرابلس، التي تستهدف إرساء الأمن بقوة شرطة وأمن نظاميين، واحتواء الميليشيات المسلحة، إلا أنها فشلت في تطبيقها على أرض الواقع، بسبب الفوضى التي تعيشها الميليشيات واختلاف توجهاتها ومصالحها. من جانب آخر،أكد آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية في الجيش الوطني الليبي، اللواء عبد السلام الحاسي، إلقاء القبض على الطيار "الأجنبي" الذي أسقط الجيش الليبي طائرته من طراز ميراج في منطقة الهيرة جنوب العاصمة طرابلس، صباح الثلاثاء.

ووصف الحاسي الطيار بـ"المرتزق"، لكنه تعهد بالحفاظ على أمنه وتقديم العلاج اللازم له، متهما حكومة طرابلس باستئجار الطيار لـ"قتل الليبيين بأموالهم"، واصفا إياها بـ"حكومة العار والخزي والمرتزقة". وأسقطت قوات الجيش الطائرة التي كانت تغير على وحدات تابعة لـ"الجيش الوطني" في منطقة وادي الهيرة. بينما أوضحت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش، أن الطيار الذي قبض عليه بعد إسقاط طائرته "مرتزق برتغالي". كما أكدت وكالة الأنباء الليبية أن الطائرة التي أسقطت في محور وادي الهيرة، من طراز ميراج "إف -1"، وأن قائدها يحمل الجنسية البرتغالية، ونشرت صورا له".

يرى مراقبون أنه على مستوى العمليات الجوية دفعت القوات الجوية الليبية بقاذفات سوخوي22 ومقاتلات الميج 21 والميج23، وفي المقابل شاركت من جانب حكومة الوفاق  مقاتلات الميراج أف1 "التي تم إسقاط الطائرة الوحيدة من نوعها في ترسانة حكومة الوفاق أثناء غارتها على قاعدة الوطية الجوية"، بجانب الميج 23 وطائرات الهجوم الأرضي سوكو جاليب. وقد كان ملحوظاً اعتماد القوات الجوية التابعة للجيش الوطني على مروحياتها المقاتلة من نوع "مي35" في تنفيذ إغارات ليلية على أهداف محددة داخل طرابلس، مع إحتمالية كبيرة لمشاركة طائرات دون طيار من نوع "وينج لونج" صينية الصنع في هذه الغارات، خاصة أنه تم العثور على بقايا صاروخ "أل جي-7" الصينى بعد إحدى الغارات على طرابلس، وهو من الصواريخ المستخدمة على متن هذا النوع من الطائرات.

يذهب متابعون للملف الليبي أن الميليشيات في طرابلس بصدد خسارة أهم أسلحتها و هي تضامنها لمواجهة الجيش الليبي و هي أثمن هدية يمكن أن تقدم له و من جانب آخر فإن المعركة. من ناحية أخرى،فإن المعركة الجوية ستلعب دورا محوريا في حسم المعركة خاصة أنه يبدو أن أمد معارك الأرض ستطول و هذا المعطى في صالح الجيش الليبي بما أنه يحقق إنتصارات جوية متواصلة.