وسط حالة استبشار شعبي و رسمي إثر عقد اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة في طرابلس،أقدمت ميليشيات طرابلس على خرق الهدنة الإنسانية في ليبيا بقصفها العشوائي للأحياء المدنية شرقي العاصمة ومنطقة سوق الجمعة.

وخرقت المجموعات المسلحة في طرابلس الهدنة الإنسانية التي دعت إليها الأمم المتحدة، إذ قصفت عشوائياً بقذائف الهاون، الأحياء المدنية بمنطقة خلة الفرجان شرقي طرابلس، فضلاً عن منطقة سوق الجمعة.

في هذا الإطار،أكّد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي، أن أكثر من مصدر للنيران من الميليشيات حاول استهداف قوات الجيش الليبي بالقذائف، كما استغلت الميليشيات المصحات مثل مصحة حي الزهور - حي الكلية العسكرية سابقاً لإطلاق القذائف.

في وقت سابق،أعلنت قيادة الجيش الوطني الليبي قبولها المقترح الأممي لهدنة خلال العيد.

وكانت حكومة الوفاق قد وافقت على الهدنة التي قالت إنها ستشمل توقف الاشتباكات في كافة المناطق، وحظر أنشطة الطيران، وعدم تحرك أو تحشيد أي قوات من الطرفين. وطالبت "الوفاق" البعثة الأممية بتولي ضمان تنفيذ اتفاق الهدنة ومراقبة أي خروقات.

من جانب آخر، وكشف مصدر عسكري تابع للقوات المسلحة العربية الليبية، أن مجموعات تابعة للواء الصمود الذي يتزعمه صلاح بادي "المدرج ضمن قوائم الإرهابيين محليا ودوليا" لم تلتزم باتفاق الهدنة، وهي التي أقدمت على قصف المدنيين بالمدفعية الثقيلة.

وكان لواء الصمود التابع لحكومة الوفاق، أكد أول أمس السبت، أن تعزيزات كبيرة يتوالى وصولها من مصراتة، إلى محاور القتال في العاصمة طرابلس، بعد إعلان حكومة الوفاق قبول الهدنة المقترحة من قبل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.

من ذلك،قال آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالقيادة العامة اللواء المبروك الغزوي:" إن مليشيا المعاقب دوليا صلاح بادي التابعة لحكومة السراج بادرت بخرق الهدنة وأطلقت قذائف هاون ومدفعية من عيارات مختلفة في محورين اثنين بالجنوب الشرقي والغربي لطرابلس". وأضاف الغزوي أن:" قذائف الهاون والمدفعية التي أطلقت تزامنت مع رصد تحليق طائرات خفيفة للاستطلاع يعتقد أنها من طراز أوربيت ثلاثة فوق مواقع الجيش على طول خط جنوب طرابلس".

وكان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قد أعلن أمس السبت، وقف جميع العمليات الحربية خلال عطلة عيد الأضحى. وقالت القيادة العامة للجيش الليبي، في بيان:"تقديرًا لما لهذه المناسبة من مكانة في نفوسنا، والتزامًا بتعاليم الإسلام السمحة، وتمكينًا لمواطنينا من الاحتفال بهذا العيد في ظروف هادئة، يعلن القائد العام للقوات المسلحة وقف جميع العمليات الحربية، التي يخوضها الجيش الوطني في ضواحي العاصمة طرابلس؛ بدءًا من السبت.. حتى يوم الإثنين".

وتتمثل الخطة التي أعلن عنها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة مؤخراً لحل الأزمة في ليبيا، في وقف إطلاق نار وهدنة إنسانية يتم تطبيقها خلال عيد الأضحى كخطوة أولى، يعقبها اجتماع دولي بمشاركة الدول ذات الصلة، ثم اجتماع للأطراف الليبية.

جدير بالذكر،أن مجلس الأمن الدولي، وافق السنة الماضية على فرض عقوبات على صلاح بادي، زعيم ميليشيات "لواء الصمود" بليبيا، بسبب عرقلته للعملية السياسية في البلاد. وتتضمن العقوبات، منع صلاح بادي من السفر، وتجميد أرصدته المالية، كما أنها فرضت عليه لأنه كان معرقلا دائما للحلول السياسية في ليبيا.

ويرى مراقبون أن حالات الانتهاكات المتواترة التي تمارسها المجموعات المسلحة لا يمكن أن تتوقف إلا بعودة الدولة القوية القادرة على إنفاذ القانون و هذا لن يتحقق بإدماج هذه المجموعات المخربة داخل مؤسسات الدولة لتزيد من إضعافها و تطويعها لصالح الجماعة في وقت يعاني فيه الليبي من غياب أبسط المرافق الحياتية فضلا عن التهديدات المستمرة التي يواجهها.