قال الخبير السياسي والمهتم بالشأن الأمني في دول الساحل الدكتور عبد الوهاب بن خليف في تصريح خالص لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، أن الوضع الأمني في ليبيا سيزداد تعفنا وتعقيدا ما لم تتدخل دول الجوار الليبي، العربية خاصة في وضع حد له.

وأضاف بهذا الصدد أن كلا من الجزائر وتونس ومصر هي الدول الأكثر تضررا من تردي الواقع الأمني في ليبيا، التي اعتبر عدم استقرارها أمنيا سيؤدي بالضرورة إلى بعث فلول الإرهاب المنتظرة هكذا فرصة لتستعيد أنفاسها في كل من الجزائر ومصر وتونس. مقترحا أن تبادر هذه الدول الثلاث إلى الاجتماع للاتفاق على استراتيجية أمنية تتمحور بالأساس على وضع أرضية مشتركة لمبادرة شبيهة بالمبادرة الجزائرية الساعية إلى تحقيق الأمن في مالي، وهي المبادرة التي أكدت أنها كانت الأنجع في كل ما شهدته مالي من محاولات تهدئة.

وقال الدكتور عبد الوهاب بن خليف في سياق حديثه، أن استمرار الوضع الليبي على ما هو عليه، سيؤدي في النهاية إلى تدخل عسكري مهما كان شكله أو مهما كانت مظلته القانونية، وهو ما سينعكس سلبا على ليبيا أولا، إذ سيفرض عليها التقسيم بسبب الطبيعة القبلية للمجتمع الليبي، وعلى دول الجوار التي ستكون مضطرة على التعامل مع دويلات غير مستقرة عوض دولة واحدة.

مضيفا، أن الواقع الليبي الآن، يرشحها لو استمرت الأوضاع على ماهي عليه لتكون مرتعا للإرهاب ومصدرا رئيسيا للجماعات المتشددة، لاسيما في ظل فوضى السلاح الذي تعرفه ليبيا منذ سقوط نظام القذافي، وهو وضع يزداد خطورة في دولة لم تخض بفرصة بناء مؤسسات قوية، بما فيها مؤسسة الجيش.ويرشح المتحدث الجزائر لتكون حاضنة للمبادرة التي يجب إشراك تونس ومصر فيها، نظرا لأنها الدولة الأكثر استقرارا سياسيا وأمنيا بشهادة المجتمع الدولي وتقارير الدول الكبرى في العالم.