تحدث الاستاذ علية العلاني خبير الجماعات الاسلامية والإرهاب عن زيارته الاخيرة الى اليابان بدعوة من وزارة خارجيتها، وأكد في حديث مع بوابة افريقيا الإخبارية عن اقتناع اليابانيين بان الإرهاب في شمال افريقيا تقلص وأن القوات الأمنية والعسكرية بدأت تسيطر على الظاهرةكما قدم الاستاذ العلاني من خلال حديثه معطيات دقيقة عن اعداد ومخططات الإرهابيين في المنطقة ومختلف التنظيمات التي تتحرك فيها وتعمل على توسيع إمارة الصحراء الكبرى

 

س :عدت من اليابان بعد زيارة دامت عشرة أيام قدمت خلالها مجموعة من المحاضرات حول الإرهاب في تونس وشمال افريقيا كيف تقبل اليابانيون معطياتك خاصة انهم كانوا ضحايا الإرهاب في الجزائر ، وماذا عن تأثير ذلك على مستقبل استثماراتهم في المنطقة ؟

 

ج : لم ينس اليابانيون بسهولة ما حصل لهم في العملية الارهابية في عين أميناس بالجزائر(عملية قتل فيها أجانب كثيرون منهم 10 يابانيين في 16 يناير 2013). وانطلاقا من هذه العملية ربط اليابانيون استثماراتهم ومشاريعهم في الخارج بتوفر الأوضاع الأمنية كشرط أساسي للتعاون الاقتصادي لذلك، عندما أحس اليابانيون بأن الجزائر وضعت استراتيجية شاملة لمقاومة الإرهاب بعد غلق حدودها مع ليبيا ونشر أكثر من 6 ألاف جندي على حدودها مع تونس، عاد الاستثمار الياباني الى الجزائر وهو اليوم يركز على عدة مشاريع هامة تخص الطاقة وغيرها. أما في تونس فبدأ اليابانيون يلمسون أن عودة الأمن والاستقرار أصبح متوفرا وهو ما حاولت شرحه في محاضراتي في طوكيو بحضور مؤسسات اقتصادية ومالية كبيرة تريد أن تتأكد من مناخ الاستثمار في ظل هاجس الإرهاب في المنطقة المغاربية والشرق الأوسط.

إن عودة الاستثمار الياباني لهذه الدول أصبحت ممكنة خاصة تلك التي تحسنت فيها المؤشرات الأمنية. وأعتقد أن المطلوب دعم هذا الاستثمار من اليابان ومن كل الدول التى تسعى للاستثمار في المعرفة والبنية التحتية لبلداننا.

س ماهي المعطيات التي قدمتها لليابانيين لتقنعهم بأن الإرهاب في بلدان شمال افريقيا يمكن التحكم فيه ومحاصرته ؟

 

ج خلال محاضراتي الثلاث قدمت قراءة موضوعية حول تاريخ الإرهاب في المنطقة والجهود المبذولة لمقاومته وبعض الأرقام والمعطيات عن الإرهابيين والخلايا النائمة وغيرها ٠المحاضرات قدمتها في الخارجية اليابانية وفي مركز للدراسات بحضور عدد مهم من رجال الاعمال ومسؤولي كبريات الشركات اليابانية وفي جامعة صوفيا بطوكيو بحضور الأساتذة والطلبة ٠وقد وضحت لليابانيين أن الإرهاب في الجهة تقلص وأن القوات الأمنية التونسية والجزائرية حققت عديد النجاحات ضد الإرهابيين ولعل اخرها ما حدث بين شهري فيفري ومارس الماضيين لما تم القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وإلقاء القبض على العشرات منهم على الحدود التونسية الجزائرية كانوا يحاولون ضم جبل الشعانبي الى إمارة الصحراء الكبرى التي تمتد من مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد٠ويعمل تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ضم جبل الشعانبي الى إمارة الصحراء نظرا لموقعه الاستراتيجي ولأنه يعد المنفذ الوحيد للإرهابيين لدخول الجزائر بعد غلق الحدود الجزائرية مع ليبيا اثر عملية عين اميناس الإرهابية ٠

 

س هل بالإمكان مدنا بمعطيات دقيقة حول تواجد الإرهابيين في المنطقة المغاربية والتنظيمات التي تقودهم ؟ 

 

ج : عدد هؤلاء الإرهابيين يتراوح اليوم بين 8 آلاف و 10 آلاف إرهابي ليسوا كلهم ناشطين اذ توجد بينهم خلايا نائمة تنتظر إشارة التحرك٠وبالنسبة لتونس فاني أقدر عددهم بين ألف وخمسمائة و ألفي إرهابي داخل البلاد وألف وخمسمائة خارجها منهم ألف في سوريا والبقية موزعون بين ليبيا والعراق وأفغانستان وأعتقد أن عدد هؤلاء سيتقلص بعد قرار حكومة جمعة بعدم ملاحقة من يسلم سلاحه الى السلط الأمنية من المنتمين الى تنظيم الشريعة المحظور والذين لم يتورطوا في عمليات ارهابية ودموية٠وبالنسبة لتنظيم إمارة الصحراء الذي يقود العمليات الإرهابية في المنطقة فانه يضم ثلاث كتيبات معروفة وهي كتيبة طارق بن زياد ويرأسها سعيد أبو المقاتل وكتيبة المرابطون التي كانت تسمى بكتيبة الموقعون بالدم التي تورطت في عملية عين اميناس بالجزائر ويقودها مختار بالمختار المعروف بالاعور اضافة الى كتيبة عقبة بن نافع التي يقودها أبو يحي الجزائري ٠التنظيم يضم كذلك سراياتان هما الفرقان وأميرها عبد الرحمان طلحة و الأنصار ويقودها مالك عبد الكريم الطرقي