في منتصف ليل 31 تشرين الأول/أكتوبر، قررت السلطات الجزائرية عدم تجديد عقد توريد الغاز لإسبانيا عبر أنبوب الغاز (أوروبا-المغرب العربي) المار عبر الأراضي المغربية "جي أم إي"، وتعهدت الجزائر بمواصلة تزويد إسبانيا بالغاز عبر أنبوب "ميدغاز" الذي يصل الجزائر مباشرة بإسبانيا، هذا القرار الذي يمثل أحد أبرز الحلقات في مسلسل تدهور العلاقات بين الجارتين.. تفاصيل الأزمة ومراحل تصاعدها وتأثيرات القرار المحتملة والسيناريوهات المتوقعة كانت أبرز محاور اللقاء الذي أجرته "بوابة إفريقيا الإخبارية" مع الخبير الاقتصادي المغربي رشيد ساري، وإلى نص الحوار:


-لا تأثير لوقف أنبوب الغاز على التزود من الغاز بالنسبة للمغرب.

-المغرب يعتمد على الطاقات البديلة (الشمسية والريحية).

-الأزمة التي تمتد منذ ١٩٩٤ أثرت بشكل كبير على العلاقة الاقتصادية بين البلدين.

-يجب تدخل الجامعة العربية وأصدقاء السلام لتجنب حرب وشيكة لن تخدم المنطقة برمتها.


كيف تابعتم أزمة خط الغاز بين المغرب والجزائر؟

الأزمة ليست وليدة اليوم، والملاحظ أن الجزائر في كل مرة تحاول افتعال أحداث مفبركة ابتداءاً باحتراق الغابات والاضطرابات الداخلية وصولا إلى قرار عدم تجديد اتفاقية خط أنبوب الغاز في متم شهر أكتوبر. 

التحرشات الجزائرية كانت توحي أنها ستتخذ هذا القرار المتهور الذي لا يخدم المصالح الجزائرية خاصة والتي كانت تعتقد أن المغرب سوف يتعرض لأزمة خانقة في التزود من الكهرباء.

الاعتقاد الجزائري هو خاطئ جدا والدليل على ذلك أنه لا تأثير لوقف أنبوب الغاز على التزود من الغاز بالنسبة للمغرب لأن هذا الأخيرة يعتمد على الطاقات البديلة (الشمسية والريحية) والتي تزود وتساهم بـ ٢٣% من حاجيات المغرب من الطاقة على أمل أن يصل إلى ٥٢% سنة ٢٠٣٠ واحتمال كبير للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقات المتجددة سنة ٣٠٥٠.


ما مراحل الأزمة المتصاعدة بين البلدين منذ أشهر؟

لا يمكن الحديث عن مراحل للأزمة بين البلدين لأن جميع الاتهامات والأحداث مفتعلة وتأتي فقط من الجانب الجزائري. 

الجزائر أصبحت بلاغاتها شبه يومية بينما المغرب قرر أخذ طريق الحكمة والرزانة في التعامل مع الترهات والاتهامات التي لا تستند على حجة.


ما تأثيرات هذه الأزمة على البلدين والمنطقة المغاربية عموما؟

ربما سأتحدث عن الشق الاقتصادي بحكم تخصصي، الأزمة التي تمتد بين البلدين منذ ١٩٩٤ أثرت بشكل كبير على العلاقة الاقتصادية بين البلدين التي تضيع عليهم أكثر من ٢% من الناتج الداخلي الخام وعلى بلدان دول المغرب العربي ٥% من الناتج الداخلي الخام. 

العلاقات التجارية بين البلدين لا تمثل سوى نسبة تقترب من الصفر بالمقارنة مع العلاقات التجارية لكل من الجزائر والمغرب مع مجموعة من الدول على المستوى العالمي.

تأثير فك الارتباط بأنبوب الغاز لا تأثير له على المغرب على الإطلاق لأن هذا الأخير له خيارات أخرى من أجل التزود بالغاز سواء من النرويج، الولايات المتحدة وخاصة من دول الخليج الشقيقة وعلى رأسهم دولة قطر. 

ويجب التذكير بأن الغاز الجزائري لم يكن موجه للاستهلاك المحلي كما أن العائدات من اتفاقية الأنبوب لا تجلب سوى ٥٠ مليون دولار سنويا. رقم يعكس كل شيء ما تروجه الإعلام الجزائري وقنواته الرسمية لا أساس له من الصحة.


ما السيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة؟

السيناريوهات السوداء تستلزم تدخل الجامعة العربية وأصدقاء السلام حتى نتجنب حربا وشيكة من طرف الجزائر التي تميل إلى أكثر في الوقت الحالي للغة الدمار. 

المغرب برزانته وحكمته يفضل صوت العقل وعدم الانسياق لسيناريو الحرب الذي لن يخدم المنطقة برمتها.