كشف الباحث الأمريكي ومؤسس موقع "جهادولجي" آرون زيلين في حوار مع راديو فرانس انتار الفرنسي نشر اليوم 29 مايو  أن تنظيم "أنصار الشريعة" مازال يحافظ على معاقل في مدينة بنغازي، كما يقوم بالعمل الدعوي في المدينة وأماكن متعدًدة، فضلا عن كونه يملك نقاط مراقبة في مداخلها.وأضاف زيلين أن الجماعة لا تملك نية السيطرة على مدينة بنغازي خاصة بعد خسارتها للنفوذ في عدد من أحياء المدينة خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد خسارتها مناطق أخرى في المدينة غداة المظاهرات المنددة بالاعتداء على السفارة الأمريكية في بنغازي سنة 2012، بينما تمتلك الجماعة حضورا في مدن درنة وسرت وأجدابيا ومنطقة أوباري في الجنوب.

وأقر زيلين أنه لا توجد معلومات تؤكد حرص التنظيم على تطبيق الشريعة الإسلامية، مضيفا أن التنظيم يتصرَف كما لو كان قوة تابعة للدولة، حيث يلعب دورا في حفظ الأمن، لكنه شدد على أنه لو كان بمقدور تنظيم "أنصار الشريعة" إعلان دولة، ستكون على شاكلة الموجودة حاليا في سوريا والعراق.ويضيف زيلين أن الجماعة ترتبط بعلاقات مع مجموعات "جهادية" أخرى في المنطقة في حين تحوَل عدد من "الجهاديين" من تونس والجزائر والمغرب إلى ليبيا للتدرب ثم الانتقال للجهاد في مالي أو في بلدانهم الأصلية.وقد مر عدد كبير منهم على معسكرات "أنصار الشريعة" ثم انتقلوا للقتال مع "جبهة النصرة" في سوريا، فيما لجأ عدد من قيادات تنظيم "أنصار الشريعة" التونسي إلى ليبيا بعد انطلاق حرب تونس عليهم في أغسطس الماضي.

ويرجح زيلين أنه من المبكر الحديث عن أن عددا كبيرا ممن تدربوا في ليبيا ثم انتقلوا إلى سوريا يجهَزون أنفسهم للعودة إلى ليبيا، مؤكدا أنه يرجَح عودة المقاتلين الليبيين ولكن في ما يخص الجنسيات الأخرى مازال الأمر موضع تخمينات، فيما أكدت تقارير سابقة مقتل جزائريين في المواجهات الأخيرة بين قوات حفتر و"أنصار الشريعة".وأكد زيلين أن عددا كبيرا من جماعة "أنصار الشريعة"، الذين لاحقتهم السلطات التونسية في الصيف الماضي لجأوا إلى ليبيا باعتبار علاقتهم بـ"الجهاديين الليبيين"، بينما رجحت تقارير أن من هاجم منزل وزير الداخلية التونسي منذ يومين قد تلقوا تدريبات في ليبيا.

ويعتبر زيلين أنه من المبكر الحديث عن القدرات العسكرية لجماعة "أنصار الشريعة" وقدرتها على شن عملية كبيرة، لكن بالرغم من الهجوم الواسع الذي شنَه حفتر على الجماعة وعلى عدد من الكتائب الإسلامية، إلا أن الجماعة لم تهزم ومن المحتمل أن تردَ الفعل ضد حفتر الذي لا يملك جيشا منظما على غرار المشير عبد الفتاح السيسي في مصر، بل يملك جماعات عسكرية متفرقة.ويؤكد زيلين أن الجماعة سعت بعد اتهامها بالوقوف وراء الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي إلى تحسين صورتها بين الناس بالتركيز على العمل المجتمعي.وبخصوص مصادر تمويل الجماعة يقول زيلين إن بعض التمويلات قد تأتي من تجارة النفط بالإضافة إلى بعض التبرعات من دول الخليج ومن رجال أعمال في ليبيا بالإضافة إلى أموال محتملة من تجارة السلاح المنتشر في ليبيا.

وبخصوص احتمال علاقة "أنصار الشريعة" بـ "تنظيم القاعدة"، يؤكد زيلين ألا دليل على وجود علاقات مؤكدة مع "تنظيم القاعدة"، لكن احتمالات التحالف تبقى واردة خاصة مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، مشددا على أن تنظيم "أنصار الشريعة" التونسي هو الذي يملك علاقات أكبر مع "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، حيث التحق عدد كبير من التونسيين بهذا التنظيم.