قال خبراء ووسائل إعلام يونانية اليوم الإثنين، إن أثينا تواصل حملتها الدبلوماسية لمواجهة اندفاعة تركيا وراء الغاز والحد من تأثير الاتفاق الذي أبرمته في نوفمبر (تشرين الثاني) مع ليبيا لتوسيع حدودها البحرية.
وقام وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس الأحد، بزيارات خاطفة إلى شرق ليبيا ومصر وقبرص سعياً وراء الحصول على دعم بمواجهة الاتفاقية العسكرية والبحرية الموقعة أواخر الشهر الماضي بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة.
وقد دعت اليونان الأمم المتحدة إلى إدانة الاتفاقية التي تسمح لأنقرة بالمطالبة بحقوق في المناطق الغنية بالمحروقات في البحر المتوسط، وخصوصاً قبالة جزيرة كريت.
بعد جولة وزير الخارجية اليوناني مباشرة، أعلنت أثينا أنه سيتم توقيع اتفاقية بشأن خط أنابيب "ايستميد" بين اليونان وقبرص وإسرائيل في الثاني من يناير (كانون الثاني).
من جهته، قال الأستاذ المساعد في قسم السياسة الدولية بجامعة ديموقريتس في تراقيا سوتيريس سربوس، لإذاعة أثينا، "هذه هي المرة الأولى منذ 20 عاماُ التي نلاحظ فيها مثل هذا النشاط" الدبلوماسي لليونان.
يقول محللون، إن التقارب بين تركيا وليبيا هدفه تأمين دعم أحد حلفائها القلائل في المنطقة، حكومة الوفاق الليبية وعدم استبعادها من الاندفاعة نحو الغاز.
كما أدت الهزائم العسكرية للحكومة الليبية بمواجهة الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر الذي تقترب قواته من طرابلس، إلى الأسراع في توقيع الاتفاقية.
بدوره، قال الأستاذ المساعد في قسم الدبلوماسية بجامعة بيلوبونيز أنتونيس كلابسيس، للتلفزيون اليوناني العام، إن "التحالفات تؤدي إلى أحلاف مضادة".
أما رئيس تحرير صحيفة "كاثيميريني" من يمين الوسط أليكسيس باباخيلاس، فقال إن "الأشهر الأولى من عام 2020 ستكون صعبة بالنسبة للعلاقات اليونانية التركية".
وكتب في مقالة اليوم الإثنين، أن "لحظة الحقيقة باتت أمامنا منذ أن بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصمماً...على المضي قدماً في مطالب أنقرة في بحر إيجه وفي شرق البحر المتوسط".
وسيقوم رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس بزيارة رسمية للبيت الأبيض في السابع من يناير (كانون الثاني).
لقد أدان الدبلوماسيون الأمريكيون الاتفاقية التركية الليبية، لكن موقف الرئيس دونالد ترامب الذي عارض مواقف وزارة الخارجية في الماضي، لا يزال مجهولاً.
وقد أظهر الرئيس الأمريكي توافقاً مع نظيره التركي حيال النزاع السوري في الفترة الأخيرة.
وأضاف باباخيلاس، أنه "نوع من المواقف حيث تكتشف من هم أصدقاؤك وحلفاؤك الحقيقيون".
وكان المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس صرح أمس الأحد، أنه "من المهم للغاية أن تظهر دول هذه المنطقة عضلاتها في مواجهة استفزازات تركيا".
كما قال أردوغان، الذي طالب مراراً بمراجعة المعاهدات الإقليمية السارية منذ عقود مع اليونان إن تركيا "ليس لديها ترف" الصمت حيال هذه القضية.
وتابع أردوغان، أن "اليونان والدول التي تدعمها اتخذت منذ فترة طويلة ترتيبات حتى لا تستطيع تركيا التمدد في البحر".
وحذر قائلاً، "نحن الدولة التي لديها أطول ساحل على البحر الأبيض المتوسط، ونحن مصممون على حماية حقوقنا حتى النهاية وبكل الوسائل المتاحة لنا".