أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي تحت قيادة خليفة حفتر، التحرك نحو الغرب للسيطرة على العاصمة طرابلس في السابع من أبريل،كشفت هذه الحملة التي إستهلها الجيش الليبي بهدف تحرير طرابلس عن الميليشيات التي تحتمي بها حكومة الوفاق.

وتقوم هذه الميليشيات المسلحة بعدد من الأنشطة لخدمة حكومة الوفاق، كما تسعى لإخراج المنافسين من الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها، وتعرف الكثير من هذه الميليشيات بسبب شهرة قادتها، حتى أن بعضها يحمل اسم القائد.

 لدى حكومة الوفاق الوطني صلاتٌ وثيقة مع "سرايا الدفاع عن بنغازي"وهي ميليشيا إرهابية تخضع لعقوباتٍ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة. ولدى حكومة الوفاق أيضًا علاقات وثيقة مع صلاح بادي، وهو من أمراء الحرب المتطرفين، ويخضع أيضًا لعقوبات من الأمم المتحدة، بسبب التورط في جهود لتقويض الاستقرار في ليبيا، وكذلك عبد الرحمن ميلاد، الذي يخضع لعقوبات من الأمم المتحدة، بسبب التورط في عمليات الاتجار في البشر.

في سياق متصل،فإن مسلحو المعارضة التشادية المتحالفين مع جماعات محلية منها المصنفة إرهابية كمجالس شورى بنغازي ودرنة بإمرة حسن موسى السوقي التباوي تحصلوا على دعم مسلح من ذخائر وأسلحة عن طريق المجلس الرئاسي وذلك بعد أن وصلت بحسب المعلومات الواردة عن طريق مطار أوباري قادمة من طرابلس.

في وقت سابق،نُشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل العاصمة الليبية طرابلس تظهر فيها أعلام تنظيم "داعش" الإرهابي معلقةً على جسور المدينة، وأثارت هذه الصور الجدل مجدداً حول ماهية الكتائب المتحالفة تحت راية "حكومة الوفاق" الليبية والتي يُتهم الكثير منها بتبعيته لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيَين وفق تقارير صدرت عن مصادر رسمية وصحافية، ليس داخل ليبيا فقط بل حتى خارجها أيضاً.

كما برز اسم شعبان هدية عضو تنظيم "القاعدة" في المغرب العربي والمكنى بـ "أبي عبيدة الزاوي" الذي يقود كتيبة من المتشددين تسيطر على مدينة الزاوية غرب طرابلس، وخالد الشريف وزير الدفاع السابق في الحكومة الليبية، والذي كان عضواً بارزاً في "القاعدة" في أفغانستان وله صور جرى تداولها على نطاق واسع في ليبيا، يظهر فيها إلى جانب إرهابيين معروفين على المستوى الدولي في جبال أفغانستان إبان الحرب السوفياتية فيها.

وقد عبّرت دول كبرى عدة ومنظمات دولية عن قلقها من صدور تقارير إعلامية تشير إلى انضواء بعض الإرهابيين والمطلوبين للعدالة بصفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية في معاركها ضد الجيش الوطني الليبي في العاصمة طرابلس.

حيث أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً عبّر فيه عن قلق الأعضاء من تورط عناصر إرهابية وإجرامية في القتال، بمن في ذلك الأفراد المدرجون في قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في إشارة إلى المهربين الذين يقاتلون في صفوف الوفاق مثل عبد الرحمن الميلادي "البيدجا" وصلاح بادي وإبراهيم الجضران وغيرهم.

وبدورها أدانت فرنسا من جانبها، في بيان رسمي صادر عن وزارة خارجيتها تورط بعض المجموعات والأشخاص، الموضوعين على لائحة الأمم المتحدة للعقوبات، مثل المهرّب المعروف عبد الرحمن الميلادي المعاقب فرنسياً وأممياً، وقائد لواء الصمود صلاح بادي، وإبراهيم الجضران، وغيرهم من المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة وعلى رأسهم زياد بلعم، وكلهم من المقاتلين بصفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق.

من ذلك،يرى مراقبون أن حكومة الوفاق تلعب سياسة الأرض المحروقة بحشدها لكل المجموعات المتطرفة لمواجهة تقدّم الجيش الليبي و هو ما يفنّد صراحة أطروحتها بتبني الحل السياسي لرسم خارطة طريق تدفع نحو إستقرار البلاد.

حيث تُعدّ معركة طرابلس للسيطرة على طرابلس خطوةً رئيسة لمستقبل ليبيا بالكامل، ذلك أن الحكم الصوريَّ لحكومة الوفاق الوطني قائمٌ على ميليشيات متنافسة متكالبة على المدينة، ووضع نهاية لهذا الوضع من شأنه أن يعيد الاستقرار. ومع ذلك، فإن المعركة ستكون طويلة، لا سيما أن الإسلاميين يمكنهم استدعاء الدعم من تركيا وقطر.