قبل بداية أحداث 2011، ومع نهاية الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ظهرت جماعات مسلحة في ليبيا محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، اتخذت منهج الإرهاب لإشاعة الفوضى في البلاد، ولاحقت عناصرها اتهامات بمحاولة إشعال حرب داخل البلاد، لصالح أجندات ممولة من دول هدفها ضرب استقرار المنطقة.

وتنامت مؤشرات تورط الإخوان في الأجندات الخارجية مباشرة إثر إعلان الجيش الليبي بداية عملية تحرير طرابلس، حيث قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد إن الجيش الليبي يمتلك آلاف الوثائق التي تثبت أن طرابلس باتت مركزا لميليشيات تابعة لتنظيمي القاعدة والإخوان.

وأشار المسماري في مقابلة مع سكاي نيوز عربية إن قطر حركت أذرعها الإعلامية وميليشياتها لمواجهة عملية الجيش الليبي في طرابلس.

في نفس الإطار، قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إن قنوات تلفزيونية "قطرية ناطقة باللهجة الليبية" مسؤولة عن دماء الأبرياء لتورطها في إعادة تدوير الكذب، لافتةً إلى أن قصف المدنيين أمس الثلاثاء، كان ضمن عملية منسقة جداً لإلصاق التهمة بالقوات المسلحة.

وانتقد رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، الدكتور العارف النايض، تحريض خطباء جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا على الإرهاب، مؤكدا أن هذا التحريض يحصد أرواح الشهداء من المدنيين الأبرياء من حماة الجيش والشرطة.

وأعرب "النايض" في تصريح لـ"اليوم السابع" عن دهشته من استمرار المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية فى التغاضى عن خطاب الكراهية والتحريض على الإرهاب، مؤكدا أن هذا الخطاب يؤدى مباشرة إلى قتل المدنيين الذين تعلل الغرب بحمايتهم فى مثل هذا الشهر سنة 2011، معربا عن دهشته من عدم تجريم جماعة الإخوان دوليا، مع توافر الأدلة يوميا على أنها جماعة إرهابية، أصيلة فى الإرهاب.

واعتاد الإخوان المسلمون في ليبيا معارضة أي تحرك للجيش الليبي في إتجاه تحرير البلاد من براثن الإرهاب حيث سبق أن وصف خالد المشري القايادي الإخواني المنشق حديثا ورئيس المجلس الأعلى للدولة، الذي يتخذ من العاصمة طرابلس مقرا له، قوات الجيش الوطني في الجنوب بأنها "غير شرعية"، في انتقاد معلن للعملية العسكرية التي دشنتها هناك ضد عصابات المعارضات الأجنبية والجماعات الإرهابية.

ويرى مراقبون أن محاولات جماعة الإخوان لعرقلة تقدم الجيش الليبي تأتي في إطار استمرار تقديم العون للجماعات المتطرفة التي لا تملك قوة مسلحة قادرة على مواجهة الجيش، لا في افي طرابلس، لكنها تعتمد على مسلحين من مشارب مختلفة، بينهم أجانب يخشون من قيام مؤسسات دولة مستقرة.

وسبق أن أبلغ خليفة حفتر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش أن العملية نحو طرابلس مستمرة للقضاء على الإرهاب، وأنه لن يتحاور مع عناصر القاعدة أو داعش أو الإخوان.

وقال عضو مجلس النواب علي السعيدي إن الشارع الليبي ينتظر القوات المسلحة لتبسط سيطرتها على كامل التراب الليبي، مؤكدا أن أهالي طرابلس ينتظرون على أحر من الجمر إنهاء هذه العمليات لكي ينعموا بالأمن والأمان.

وأضاف السعيدي في تصريحات لقناة ليبيا أن مدينة طرابلس تعتبر مدينة محتلة ومسيطر عليها من قبل تنظيم الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة والتفت عليها جماعات مطلوبة دوليا كجماعة أنصار الشريعة وشورى بنغازي ودرنة.

يرى متابعون للملف أن الإخوان في ليبيا يمثلون مصالح دول بعينها في البلاد بالتالي فإن انحناء هذا التيار يعني بالضرورة اندثار مطامح هذه الدول في السيطرة على خيرات البلاد حيث أنها ليس من مصلحتها أن يعود الاستقرار إلى ليبيا.