بينما تتواصل حدة المعارك في العاصمة الليبية طرابلس،بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج،يجتمع العشرات من البرلمانيين من غرب وشرق ليبيا،في العاصمة المصرية القاهرة، بحثا عن حل سياسي للخروج من المأزق الراهن،فيما بدأت تحركات الجيش الليبي تأخذ سياقا مغايرا للنمط الذي عرفه خلال الأسابيع الماضية، وسط تأكيدات عسكرية تفيد بأن دخول طرابلس صار وشيكا.

الى ذلك،يواصل وفد من مجلس النواب الليبي، اليوم الأحد لليوم الثاني على التوالي عقد اجتماعاته في العاصمة المصرية القاهرة برعاية اللجنة المصرية المعنية بليبيا.ويشمل برنامج عمل الوفد عقد لقاءات داخلية بين أعضاء مجلس النواب فيما بينهم وعقد لقاءات ومشاورات مع مسؤولين سياسيين وامنيين مصريين، لبحث سبل التوصل إلى توافق، ولمحاولة توحيد الرؤى.

واكد عضو مجلس النواب صالح هاشم ان البرلمانيين المجتمعين في القاهرة اليوم الاحد التقوا ممثلين عن مركز الدراسات الاستراتيجية المصري للتباحث حول الاوضاع في ليبيا من مختلف الجوانب.وقال هاشم في تصريح لبوابة افريقيا الاخبارية ان الدور المصري في الاجتماعات التي بدأت امس السبت كان ايجابيا لتقريب وجهات النظر بين مختلف الاطراف مشددا على ان الجلسات كانت برئاسة الجانب الليبي.

واوضح هاشم ان النواب تباحثوا حول اشتباكات العاصمة طرابلس مؤكدين ان توقف الاشتباكات مرتهن  بخروج التشكيلات المسلحة من طرابلس وتسليم سلاحها او انضمامها للمؤسسات الشرعية.ولفت هاشم الى ان مباحثات النواب ارتكزت على وحدة التراب الليبي وان مجلس النواب هو الممثل للشعب ولا يوجد حل سياسي الا بموافقة مجلس النواب كما جرى الاتفاق على مدنية الدولة ،مشيرا الى ان النواب سيختارون مدينة لعقد جلستهم القادمة مرجحا ان تكون غدامس او غات.

ويضم اجتماع القاهرة نواباً ليبيين مؤيدين ورافضين لعملية الجيش الوطني الليبي لاستعادة طرابلس. وتقوم المساعي المصرية على عقد جلسة تجمع مؤيدي عملية الجيش بطرابلس ورافضيها، بإشراف اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي.وتتكون اللجنة المصرية من أعضاء من الخارجية المصرية والمخابرات والجيش.

وعقد البرلمان الليبي، ومقره طبرق في شرق البلاد، منذ انتخابه في 2014، أولى جلساته منتصف أبريل/نيسان الماضي في موقعه الجديد في بنغازي، في الشرق الليبي.ينقسم النواب بين مؤيدين للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، منهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وآخرين مناوئين يقاطعون الجلسات البرلمانية.

وأكد المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، أن النواب المجتمعون في القاهرة توافقوا على عدد من الثوابت.وقال بليحق في تصريح لبوابة افريقيا الاخبارية إن النواب أكدوا على وحدة التراب الليبي وأكدوا على شرعية مجلس النواب، مشددين على أن أي حل سياسي يجب أن يأتي من مجلس النواب مع التأكيد على مدنية الدولة.

ولفت بليحق إلى أن النواب البالغ عددهم 80 برلمانيا يواصلون اليوم الاحد الاجتماعات التي بدأت أمس السبت لتقريب وجهات النظر بشأن النقاط الخلافية بهدف إيجاد حلول لها تنعكس إيجابا على ليبيا. وحول جلسات النواب التي عقدت في مدينة طرابلس قال بليحق إنها ليست جلسات وانما هي اجتماعات ل23 نائب منهم 10 لم يؤدوا اليمين القانونية، وبشأن سبب اجتماع النواب في مصر قال إنه جاء بموجب دعوة من مصر الحريصة على أمن ليبيا ووحدتها في سبيل تقريب وجهات النظر.

وبالرغم من تفاؤل البعض حول اجتماعات القاهرة،يرى آخرون بأنها اجتماعات لا تقدم ولا تؤخر في ظل تواصل وجود المليشيات المسلحة.واعتبر النائب علي التكبالي في تصريح لموقع "إرم نيوز"، أن "لا فائدة من اللقاء الذي لن يقدم أو يؤخر، معتبرًا أنه لقاء روتيني"، على حد قوله.وقال التكبالي إن "الدعوة التي وجهت مفتوحة، والمخرجات المتوقعة هي الدعوة لدولة مدنية، وتوحيد مجلس النواب، وإجراء انتخابات شفافة، وتحقيق الوحدة الوطنية

ونقل الموقع الاخباري عن النائب سعيد امغيب قوله إنه ليس "ضد أي مبادرة أو محاولة من أي كان، تسعى لحلحلة الأزمة الليبية، ولكن قناعتي الخاصة أن زمن المبادرات والحلول التلفيقية، ولى، لأن جماعة برلمان طرابلس المنشق مثلهم مثل فايز السراج لا يملكون أي قرار، ولا يستطيعون تنفيذ أي وعد إلا بموافقة زعماء الميليشيات المسيطرة على العاصمة".

وعبر امغيب عن اعتقاده بأن "الهدف من اجتماع القاهرة لم يكن واضحًا، أي أنه لم يقدم جدول أعمال واضحًا"، مشيرًا إلى قناعته بأن "الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل دخول الجيش إلى طرابلس نوع من العبث الذي لا يجدي نفعًا".

وتأتي هذه الاجتماعات في وقت تتصاعد فيه تحركات الجيش الوطني الليبي الذي كثف من عملياته العسكرية ضد المليشيات.ووجه سلاح الجو التابع للقيادة العامة،عدة ضربات جوية ليل السبت مواقع تابعة لمليشيات حكومة الوفاق في ضواحي مدينة غريان.واستهدفت إحدى هذه الغارات استهدفت مخزنًا للقذائف والصواريخ تابعًا لإحدى مليشيات الزاوية يقع بمنطقة المغاربة.وفق تقارير اعلامية.

وأعلن الجيش الوطني الليبي "مقتل عدد من الإرهابيين خلال هجوم جوي، نفذه سلاح الجو في مدينة غريان".وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي، في بيان، إن "سلاح الجو نفذ ضربات جوية دقيقة قوية، استهدفت معسكرات الميليشيات في مدينة غريان، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من عناصر مجلس شورى بنغازي الموالي لتنظيم القاعدة.

ويشن الجيش الليبي منذ بداية الأسبوع الماضي غارات جوية مكثفة على تجمعات المليشيات ومخازن الأسلحة في ضواحي غريان و في محاور القتال القريبة من وسط العاصمة طرابلس.وتصاعد الحديث عن اقتراب ساعة الصفر حيث يستعد الجيش الوطني الليبي لشن عملية عسكرية في العاصمة طرابلس، لتحرير ميدان الشهداء.

وقال العميد صالح بوحليقة، ضابط عمليات اللواء 73 مشاة التابع للقوات المسلحة الليبية،الأحد 14 يوليو 2019، إن "الجيش سيدخل في مرحلة جديدة ونصبح على أبواب ساحة شهداء الكرامة (ميدان الشهداء وسط طرابلس)"، مضيفا وفقا لما أوردته وكالة "سبوتنيك" أن "العدو ينهزم ويتشتت ويبدأ بالهرب من المواجهة في أرض المعركة إلى طريقتهم الإرهابية المعتادة داخل المدينة".

وكان مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني العميد خالد المحجوب،قال في تصريح صحفي  إن قوات الجيش تحقق تقدما جيدا بمحاور القتال.واضاف المحجوب أن عناصر الجيش  في انتظار لحظة الحسم لتحرير طرابلس بالكامل من المجموعات المسلحة والإرهابيين.وتحدث المحجوب   عن انهيار معنويات مقاتلي  قوات الوفاق،مؤكدا أن القوات المسلحة تلبي واجبا أصيلا لتحقيق رغبة الليبيين في إيجاد وطن يتمتع بالسيادة، والأمن والاستقرار، مبديا ثقته في نهاية المطاف بانتصار الجيش.

وتشير تصريحات القيادات العسكرية في الجيش الليبي حول اقتراب ساعة الحسم في معركة تحرير العاصمة الليبية من سطوة المليشيات المسلحة الى عدم التعويل على مخرجات اجتماعات القاهرة التي تسعى للتوصل الى تسوية للأزمة الراهنة.ويرى متابعون للشأن الليبي أن أي مبادرة للتسوية لن تكون ممكنة في ظل استمرار وجود المليشيات في طرابلس وهو ما يدفع الجيش الليبي للاستمرار في عملياته العسكرية لانهاء الفوضى في المدينة واسترجاع سلطة الدولة.