دارت معارك وصفت بـ”العنيفة” بين قوات من جيش جنوب السودان وميليشيات مسلحة للمتمردين، أمس الجمعة، في مدينة بنتيو بشمال البلاد، بحسب شبكة “الشروق” السودانية.

وتعد هذه المواجهات الأولى بين طرفي النزاع بعد الهدنة التي استمرت شهرين والتي توجت بمفاوضات “عقيمة” انتهت بالعودة إلى نقطة البداية جراء تمسك كل من الرئيس سيلفا كير ميرياديت وزعيم المتمردين نائبة السابق رياك مشار بموقفيهما.

ولم تؤكد الشبكة نقلا عن مصادرها وقوع قتلى أو إصابات في الجانبين جراء تبادل إطلاق النار.وكانت الأمم المتحدة لوحت، الأربعاء الماضي، بفرض عقوبات على ساسة جنوب السودان في حال استمرار النزاع الذي دخل شهره التاسع والذي قد يتسبب، بحسب هيئات ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، في كارثة إنسانية تهدد بخطر المجاعة بسبب شح المواد الغذائية.

وأشار لول رواي كوانغ الناطق الميداني باسم المتمردين إلى حدوث معارك مع الجيش النظامي في جنوب وشرق بنتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية وكذلك في بلدة ايود بولاية جونقلي الشرقية.

كما أكد يان هيوز السفير البريطاني في جوبا وقوع مواجهات حول بنتيو، واصفا الوضع بأنه “مخيب للأمال”. وقال هيوز إن “الوضع ميؤوس منه بدرجة كافية وعلى المسؤولين السيطرة على قواتهما”.

وقد تسببت المعارك الطاحنة بين المعسكرين في مصرع 10 آلاف شخص على الأقل وتشريد أكثر من مليون شخص، بحسب تقديرات أممية.

وكان وفد من مجلس الأمن أجرى محادثات مع سلفا كير ومشار، أمس، من أجل نزع فتيل التوتر الذي أجج الحرب المستعرة بينهما، لكن المفاوضات على ما يبدو باءت بالفشل، وفق مصادر دبلوماسية.

وحذر الوفد على لسان سامانثا باور سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة الطرفين المتناحرين من عقوبات محتملة جراء ما آلت إليه الأوضاع.

وقالت المسؤولة الأميركية إنه “لا مجال لأن يترك سلفا كير ونائبه السابق مشار تلك الاجتماعات مع مجلس الأمن دون أن يدركا بوضوح عزمه على اتخاذ إجراءات أخرى إذا لم يغتنما هذه الفرصة ويختارا الاتفاق ويختارا السلام”.

ودفعت عملية انقلاب فاشلة لمشار إلى أتون الحرب من جديد بعد مرور أقل من ثلاثة أعوام على استقلالها عن السودان بعد حرب أهلية استمرت عدة عقود.

 

*نقلا عن العرب اللندنية