وافق زعيم المتمرّدين في جنوب السودان رياك مشار في نهاية المطاف أمس الثلاثاء على توقيع اتفاق سلام نهائي مع الحكومة لوضع حد للحرب الأهلية الدامية في البلاد، حسب ما أفاد به الوسيط السوداني الذي أوضح أن التوقيع سيكون يوم الخميس.

وبعد أن قال وزير الخارجية السوداني  الدرديرى محمد أحمد قال في وقت سابق الثلاثاء للصحفيين إن مشار رفض توقيع الاتفاق مشترطاً تضمينه تحفظات المعارضة، عاد الوزير الذي ترعى بلاده مفاوضات السلام في جنوب السودان ليُعلن مساء أمس الثلاثاء إن مشار وافق على التوقيع.

وقال أحمد: "بعد مفاوضات مكثّفة أجراها الوسطاء السودانيون، وافق رياك مشار على توقيع الوثيقة يوم الخميس 30 أغسطس".

وأوضح الوزير السوداني أن التحفظات التي تحدث عنها مشار ستحال إلى الهيئة الحكومية للتنمية إيغاد، التكتل الذي يضم دولاً من شرق أفريقيا ويعمل منذ أشهر طويلة للتوصل لاتفاق سلام في جنوب السودان.

وتحادث مشار في الخرطوم على مدى أسابيع مع خصمه رئيس جنوب السودان سلفا كير، للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي النزاع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين منذ اندلاعه في ديسمبر 2013.

ووقع الزعيمان عدة اتفاقات بينها اتفاق وقف دائم لإطلاق النار، وآخر لتقاسم السلطة ينص على عودة مشار إلى منصبه نائباً أولاً للرئيس، إلا أن زعيم المتمردين رفض الثلاثاء توقيع الوثيقة النهائية التي وقعتها الحكومة.

وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في 2011 لكن بعد نحو عامين، اندلعت حرب جديدة بين كير ونائبه السابق مشار.

وارتكبت في النزاع عمليات  قتل واغتصاب واسعة، على أساس عرقي في كثير من الحالات، بينما أجبر نحو ثلث السكان على النزوح.

ووقع الزعيمان عدة اتفاقات سلام انهارت، كان آخرها في ديسمبر الماضي.