يبدو أن أوراق رجل قطر الأبرز في الصومال فهد ياسين طاهر بدأت تتساقط لتنكشف حقيقته كأحد أذرعة تنظيم الإخوان المسلمين المكلف بنشر الإرهاب في بلاده وعموم منطقة القرن الإفريقي، وهو ما سبق أن أشارت إليه وسائل إعلام في مناسبات عدة.

وفي هذا السياق ، تداولت وسائل الإعلام الصومالية وصحفات مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد وثيقة مؤرخة في 2 سبتمبر 2018 تتضمن قضية رفعها نائب مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي السابق  الجنرال عبد الله عبد الله إلى الادعاء العسكري والمحكمة العسكرية ضد مدير الوكالة حسين عثمان حسين ونائبه فهد أحمد طاهر  المعروف بإسم فهد ياسين طاهر .

ووفق موقع « الصومال الجديد» الذي نشر نسخة من الوثيقة ، فإن الادعاء العسكري إستلم من عبد الله دعوى  ضد مدير الوكالة حسين عثمان حسين ونائبه فهد ياسين بتهمة التنسيق التام مع حركة الشباب الإرهابية في الفترة بين 2015-2014 و2016-،2017 مؤكدا أن لديه أدلة تثبت ذلك، مبديا استعداده إلى تقديمها إلى القضاء.ة

ويأتي هذا الإتهام ليؤكد ما سبق التأكيد عليه من دعم قطر لحركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة تمويلا وتسليحا والعمل على إختراق مؤسسات الدولة الصومالية من خلال أتباعها من الإسلامويين وفي مقدمتهم فهد ياسين ، مراسل قناة « الجزيرة » في مقديشو قبل أن يتحول الى ذراع تنظيم الحمدين في المنطقة ، وخاصة من خلال موقعه كمدير للقصر الرئاسي ثم كنائب لرئيس جهاز الإستخبارات والأمن القومي منذ أواسط أغسطس الماضي 

وقال عبد الله عبد الله ، أن ياسين أمر  بنشر  بيان فصله عن الوكالة في حسابها على موقع تويتر  في 1 سبتمبر الجاري ، ما يعني أنه غير لائق بحفظ الأسرار الحساسة، كما اتهم ياسين بمباشرة مهامه دون استلامه ذلك منه بشكل رسمي .

واتهمه أيضا بنشر دعاية كاذبة عنه بهدف الإساءة وتشويه سمعته فيما يتعلق بالواجبات التي كان يقوم بها للوطن للحيلولة دون استماع القيادة الوطنية إليه ومساءلته عما حدث، مشيرا إلى أن ياسين عمد -عندما كان مدير القصر الرئاسي- إلى عرقلة أداء وكالة الاستخبارات واجبها بحق قيادي رفيع في حركة الشباب الإرهابية كان قد وظفه  في المكتب الرئاسي، كما اتهمه بتحمل مسئولية حرمانه وحرمان حرسه الشخصي من مرتباتهم لمدة ثلاثة أشهر.

  وكان الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو  قام مؤخرا بتسريح النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الجنرال عبد الله عبد الله عن العمل بالوكالة وتجريده  من جميع الرتب العسكرية  ، وتعيين إعلامي إخواني مرتبط بقطر وهو فهد ياسين بدلا عنه ، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط الصومالية 

وأشار فرماجو في مرسوم أصدره إلى أن الجنرال عبد الله تم تسريحه من الوكالة وتجريده من الرتب العسكرية لأسباب تتعلق بخرق قانون القوات المسلحة والقوانين الفرعية لوكالة الاستخبارات والأمن القومي،وذلك  بعد مقابلة أجراها النائب السابق لمدير الوكالة مع إذاعة صوت أمريكا أشار فيها إلى أن إرهابيين اخترقوا وكالة الاستخبارات وأجهزة الأمن الوطنية بشكل عام.

وكان الجنرال عبدالله أكد مؤخراً أن الإرهابيين تمكنوا من اختراق وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية وأجهزة الأمن الوطنية بشكل عام، وانتقد طريقة إيقافه عن العمل ثم إقالته منتصف الشهر الماضي، وذكر أنها كانت غير قانونية.

وأكد الجنرال عبدالله اختراق حركة الشباب للوكالة والأجهزة الأمنية بشكل عام، وأن مكتبه تعرّض للتخريب بعد إيقافه عن العمل من جهات مغرضة تخشى وجود ملفات تكشف عن صلتهم بالإرهابيين فيه، وأبدى استغرابه مباشرة خلفه المعروف بأنه رجل قطر في البلاد، فهد ياسين، عمله دون تسليمه المهام إليه.

وشرح عبدالله ظروف إيقافه عن العمل في يوليو الماضي وعزله في  أغسطس، وذكر أنه سمع نبأ إيقافه عن العمل وعزله عبر وسائل الإعلام، موضحاً أنه لم يتصل به أحد من المسؤولين المعنيين حتى الآن. وأشار إلى أنه منذ إيقافه عن العمل منع من الدخول إلى مقر الوكالة، لافتاً إلى اعتقال عدد من مساعديه من دون محاكمة.

ويرى المراقبون أن قطر إخترقت جهاز المخابرات الصومالي لخدمة تنظيم حركة الشباب الإرهابية ، وهو ما أثار حفيظة عدد من القيادات الأمنية والعسكرية الوطنية التي تتهم الرئيس فورماجو بأنه تحول الى دمية في يد الجناح القطري الناشط ببلاده ، وعلى رأسه فهد ياسين ، الذي قالت عنه تقارير صومالية تلقى تدريباً متقدما جداً في مجال الاستخبارات من "قطر إنتليجنس سرفيسز" للعمل على زعزعة استقرار  الصومال ،وكان بمثابة نقطة اتصال وقناة لنقل الأموال من قطر إلى قيادة  حركة الشباب الإرهابية