نشر موقع "ميدل إيست" الأمريكي تقريرا صحفيا عن مساعي عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي لتصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.

وجاء في التقرير، "التهديد العالمي لتنظيم الإخوان المسلمين صحيح فالتنظيم يريد أن يكون عالمياً وأن يكون تهديداً وأشار إلى أن تنظيم الإخوان المسلمين ملتزم بمشروع سياسي وديني وهو بالأساس وفي جوهر طبيعته وهدفه معادٍ لباقي الأنظمة السياسة مؤكداً أن التنظيم يرفض النظام السياسي الأميركي.

عاد أعضاء في الكونغرس الأميركي إلى تحريك ملف تصنيف لإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية بحسب القوانين الأميركية، وناقشت اللجنة النيابية الفرعية للأمن القومي هذا المقترح في ظل انقسام واضح بين الجمهوريين والديمقراطيين.

رئيس اللجنة الفرعية الجمهوري النائب رون ديسانتيس أشار في بداية جلسة الاستماع إلى التاريخ الطويل للتطرف الفكري الذي تأسس عليه تنظيم الإخوان المسلمين، وقال إن الإخوان المسلمين تنظيم "نضالي" له تفرعات في 70 دولة ومنها تنظيمات مصنّفة إرهابية.

أشار ديسانتيس إلى أن تصنيف الإخوان قضية ناقشها الكونغرس لسنوات ومنذ بدء ولاية الرئيس دونالد ترمب، وشكر النائب الجمهوري إدارة ترمب لتخلّيها عن سياسة باراك أوباما التي تعاملت مع تنظيم الإخوان على أنه حليف ممكن. واعتبر رئيس اللجنة، وهو الذي دعا لعقد جلسة الاستماع، إلى أن المسألة الآن هي حجم التصنيف المطلوب "وهل يجب أن يتمّ عن طريق وزارة الخارجية أو وزارة الخزانة".

تذكّر هذه القضية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني، فقد صنّفته وزارة الخزانة الأميركية إرهابياً منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول العام 2017 بما فتح الباب أمام فرض عقوبات عليه وعلى من يعمل من خلاله، لكن تصنيف التنظيمات عن طريق وزارة الخارجية يضعها على لائحة التنظيمات الإرهابية الخارجية وتطبّق عليها وعلى كل من يتعامل معها قوانين وعقوبات أكثر شدّة، ويعرّض كل من يساعدها بشكل مباشر أو غير مباشر للملاحقة القضائية الجنائية بتهمة "تقديم الدعم المادي" لتنظيم إرهابي.

استمعت اللجنة إلى عدد من الخبراء في شؤون الإخوان المسلمين والتنظيمات التابعة أو المتفرعة عنه، وأكد هليل فردكين من معهد هادسون أن تسمية الجلسة "التهديد العالمي لتنظيم الإخوان المسلمين" صحيح، فالتنظيم "يريد أن يكون عالمياً وأن يكون تهديداً"، وأشار إلى أن تنظيم الإخوان المسلمين "ملتزم بمشروع سياسي وديني، وهو بالأساس وفي جوهر طبيعته وهدفه معادٍ لباقي الأنظمة السياسة"، مؤكداً أن التنظيم يرفض النظام السياسي الأميركي.

أما جوناثان شانزر من "معهد الدفاع عن الحريات" فأشار إلى أن فكر التنظيم "معادٍ للأجانب ومتعصب وشمولي"، وأشار شانزر إلى أن دولاً ترعى تنظيم الإخوان وأن على الولايات المتحدة التحدّث إلى تركيا وقطر حول دعم الدولتين لتنظيم الإخوان، والدولتان "تدعمان حركة تعادي أميركا ومتطرفة في جوهرها".

أشار شانزر إلى صعوبة تصنيف التنظيم برمّته كتنظيم إرهابي، واقترح تصنيف التنظيمات المتفرعة عنه وهي ترتكب أعمالاً إرهابية وعنيفة، على أن تشدّد وزارة الخزانة العقوبات الحالية وتفرض عقوبات على كل من يساعد هذه التنظيمات، كما دعا الإدارة الأميركية إلى توجيه إنذار لكل من قطر وتركيا مضمونه أن دعم الدولتين للتنظيم يعني إمكانية القضاء على مصالحهما الاستثمارية ومنع المبيعات العسكرية ورفع الضمانات الأمنية.

أثبتت هذه الجلسة مرة أخرى انقسام السياسيين الأميركيين حول قضية الإخوان المسلمين، فالجمهوريون بشكل عام كانوا يعتبرون أن تنظيم الإخوان المسلمين يشكل تهديداً ويجب التعاطي معه بشدة لدرء خطره، فيما سعى الديمقراطيون إلى تبرئة التنظيم من العنف وإلقاء اللوم على تنظيمات مؤيّدة له أو منشقة عنه.

كبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية ستيفن لينش أشار إلى هذا وحذّر من أن تصنيف تنظيم الإخوان ربما تكون له تداعيات سيئة على الأمن الأميركي وعلى التعاون مع بعض الدول، واستشهد بكلام لوزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون حول هذه القضية.

السفير السابق دانييل بنجامين، وهو شغل منصب منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية في ظل الرئيس السابق باراك أوباما وحتى العام 2012، تحدّث كشاهد وقال إن تنظيم الإخوان المسلمين لا يشكّل خطراً عالمياً، وقال في شهادته المكتوبة إن "الكثير من المجموعات المتفرّعة أو المناصرة للإخوان المسلمين تدعم الديمقراطية وترفض العنف"، وشدّد مساعد الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون على أن "تنظيم الإخوان المسلمين تخلّى عن استعمال العنف منذ السبعينات ولا إثبات أكيدا أن التنظيم تراجع عن هذا الأمر"، حسب تقدير بنجامين.

حاول السفير السابق دعم وجهة نظرته بالقول إن التنظيمات التي تمارس العنف انشقت على تنظيم الإخوان المسلمين، ولفت النظر إلى امتناع وزارة الخارجية الأميركية منذ بدأ عهد الرئيس ترمب عن تصنيف الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، ودعا السفير، الذي عمل في إدارة أوباما الديمقراطية، إلى عدم تصعيد الموقف، واعتبر أن الولايات المتحدة تتعرض لخطر العمليات الإرهابية، وتصنيف الإخوان سيزيد من المعاداة لأميركا."