ر إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، عن مشاركة بلاده في الاحتفالات التي تنظمها فرنسا يوم 14 يوليو/ تموز الجاري بمناسبة الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى جدلا في البلاد.

واعتبرت المعارضة القرار تراجعا عن ثوابت السياسة الخارجية للبلاد، وتنكرا لتضحيات الأجداد ضد الاستعمار الفرنسي، بحسب أحزاب معارضة.

وبدأت الحرب العالمية الأولى في 28 يوليو/ تموز 1914، وانتهت في 11 نوفمبر/ تشرين ثان 1918.

وكان لعمامرة، أعلن أمس الأول الأحد، أن "الجزائر ستشارك بنفس تشكيلات وظروف 80 دولة أخرى سقط مواطنوها في ميدان الشرف إبان الحرب العالمية الأولى، في التظاهرة المقررة بباريس".

ومضى بالقول، في تصريحات له، إن "الشعب الجزائري يتقبل تاريخه كاملا، ويكرم من ساهم منه في تكريس الحرية عبر العالم والمشاركة يوم 14 يوليو/ تموز بباريس تهدف إلى التنويه والإشادة بأجدادنا البواسل على تضحيتهم بالنفس في سبيل حرية الآخرين وحريتهم".

وتقام بفرنسا يوم 14 يوليو/ تموز احتفالات رسمية بمشاركة 80 دولة، وذلك تخليدا للذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى.

وخلَّف قرار المشاركة الجزائرية ردود فعل رافضة من المعارضة. وقالت حركة النهضة، وهي حزب إسلامي معارض، إن الحركة تعتبر هذه المشاركة "اعتداء صارخا على السيادة والذاكرة الوطنية، وهذا الفعل يعتبر بمثابة تبرئة لجرائم ومجازر فرنسا بالجزائر منذ سنة 1830 وتزكية للقانون الفرنسي الممجد للاستعمار في الجزائر"، بحسب بيان لها.

من جهته، علق عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في البلاد، على القرار بقوله "هذه الاحتفالات هي بقدر ما هي مناسبة للفرحة والسرور للفرنسيين فهي بشكلها وظروفها والأسباب المقدمة لمشاركة الجنود الجزائريين فيها سبب للحزن والأسى بالنسبة للجزائريين".

وفسر ذلك بقوله إن "الجنود (الجزائريين) الذين قُتلوا في الدفاع عن فرنسا في الحرب العالمية الأولى والثانية (1939–1945)، والذين يريد أن يخلد وزير الخارجية ذكراهم بالمشاركة فيها، لم يشاركوا ولم يُقتلوا فيها بمحض إرادتهم بل أجبروا على ذلك".

وتابع على صفحته الرسمية على "فيسبوك"  "نخشى أن تكون هذه الخطوة التي اتخذت سرا ثم عُلمت أخيرا تعبيرا عن وجود مخطط لكسر الأسس المبدئية للسياسة الخارجية الجزائرية والثقافة الوطنية التقليدية للدولة الجزائرية التي ذهب ضحيتها الملايين من الشهداء عبر عقود الاستعمار".

ويطلق على الجزائر بلد "المليون شهيد" نظرا لأنه قد سقط منها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد خلال مقاومتها الاحتلال الفرنسي للبلاد الذي استمر طيلة 132 عاما.

يشار إلى أن فرنسا التي احتلت الجزائر من عام 1830 إلى 1962 فرضت الخدمة العسكرية على الجزائريين خلال تلك الحرب، وشارك المئات منهم في ساحات المعارك في أوروبا، حسب مؤرخين.

وتعد هذه المرة الأولى التي تشارك فيها الجزائر بصفة رسمية في احتفالات تقام على الأراضي الفرنسية تخلد ضحايا فرنسا في الحروب.