أشعلت تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أروغان بإمكانية التدخل العسكري لدعم حكومة الوفاق روح الغضب والتحدي في الليبيين في موقف لافت
وتبين من خلال رصد ردود الفعل الليبية أنها صادرة عن مؤسسات سياسية وعسكرية وشخصيات عامة وقبائل وفعاليات شعبية تمثل أغلبية ساحقة من مناطق ليبيا وفئات المجتمع
وفي هذا السياق ، أعلن مجلس النواب الليبي  أنه سيتم الرد على أي تهديدات تمس سيادة ليبيا ومصالح شعبها مدينًا تصريحات  أردوغان باستعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية للأراضي الليبية.
واعتبر أعضاء مجلس النواب – في بيان لهم نشر على موقع المجلس الرسمي –  أن تصريحات أردوغان تعتبر تدخلا سافرًا في الشأن الليبي،مجددا  تأكيده على رفضه القاطع لاتفاقية التعاون الأمني والعسكري وترسيم الحدود البحرية الباطلة وفقا للإعلان الدستوري والاتفاق السياسي غير المدستر الموقعة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرئيس التركي.
وأعرب مجلس النواب عن تأييده للإجراءات المتخذة من قبل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بمخاطبة المؤسسات والهيئات الدولية والإقليمية ببطلان هذه الاتفاقية ومطالبته بسحب الاعتراف الدولي من حكومة الوفاق.
وأصدرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، استنكرت فيه تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بشأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا، داعية مجلس الأمن والجامعة العربية إلى «اتخاذ موقف حاسم، حتى لا تدخل منطقة جنوب بحر المتوسط في نفق مظلم».
وصرح إردوغان، في برنامج تلفزيوني الثلاثاء ، بأن مذكرة التفاهم مع حكومة الوفاق «تسمح بإرسال قوات تركية إلى ليبيا»، متابعا: «إذا جاء طلب من الجانب الليبي، فبإمكاننا إرسال قوات بالمقدار الكافي، وفقا للاتفاق الأمني الذي وقعته تركيا وليبيا، ولا يوجد أي مانع في مثل هذا الموضوع».
واعتبرت اللجنة تلك المذكرة «غير دستورية، وتهدف إلى الاستحواذ على ثروات ليبيا»، واصفة إياها بـ«الانتهاك الصارخ لميثاق الأمم المتحدة، والتدخل السافر في دولة مستقلة».
وحثت اللجنة «القوى الحرة في تركيا على إدانة تصريحات إردوغان، ووضع حد للتدخلات التركية، التي ستعود بالسلب على العلاقة بين الشعبين، والمصالح التركية في ليبيا».
وقال الناطق باسم المجلس، عبد الله بليحق، إن النواب عبروا عن «رفضهم كل التدخلات التركية، واتفقوا على إصدار بيانا رسميا باسم مجلس النواب حول هذه التدخلات».
ليبيا – أكد المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان فتحي المريمي أن الجيش لن يسمح لتركيا وغيرها بنهب ثروات الليبيين ومقدرات البلاد تحت غطاء الاتفاقية الأمنية والبحرية غير الدستورية التي وقعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج.
و قال إن المواجهة العسكرية مع تركيا قادمة لا محالة إذا تجرأ أردوغان وأرسل ما تعهد به من جنود وآليات وأسلحة لميلشيات الوفاق أو إذا فكر في الاقتراب من سواحل وحدود ليبيا،مبيناً أن المواجهة مع الأتراك قد تتوسع وتتمدد خاصة أن ما يفكر فيه الرئيس التركي ويطمح إليه يهدد مصالح ليبيا ودول أخرى شقيقة وصديقة وقد تساعدنا وتدعمنا هذه الدول في المواجهة معه،على حد تعبيره.
وأضاف أن الاتفاقية مرفوضة شعبياً وبرلمانياً فضلاً عن أنها مخالفة دستورياً ولا قيمة لها لكن أردوغان يتستر بها لدعم الميليشيات الإرهابية في طرابلس وتقويتها في مواجهة الجيش بعد اقترابه من تحرير العاصمة من الدواعش وأنصار الشريعة والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تقاتل لحساب جماعة الإخوان وحكومة الوفاق ويدعمها أردوغان.
وأبرز  عضو مجلس النواب عبد الهادي الصغير إن الليبيين لن يسمحوا بنزول قوات تركية على الأراضي الليبية، معتبرا حديث أردوغان عن إرسال قوات إلى ليبيا يفصح عن مضمون الاتفاقية الأمنية المبرمة مع فائز السراج.
وتابع الصغير في تصريح له أن الجيش الوطني يحقق تقدما في طرابلس في مقابل انهيار المنظومة الأمنية للسراج، معلنا أن مجلس النواب سيتقدم بمشروع قرار إلى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي للرد على التدخل التركي في الشأن الداخلي الليبي.
و قال عضو مجلس النواب سعيد أمغيب إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعلم جيدا أنه قد خسر المعركة في ليبيا وأن أتباعه الذين سهلوا له هذا التدخل في الرمق الأخير وعلى وشك الخروج من المشهد السياسي للبلاد.
وأضاف  أن الجيش يجهز الآن بكل قوة لاجتياح العاصمة طرابلس وأن أردوغان يعلم أن أكثر من 90% من الشعب الليبي أصبح يطالب بدخول الجيش للعاصمة طرابلس لأنها تحت حكم المليشيات والمجموعات الإرهابية المدعومة من قبل حكومة فائز السراج.
وأكد أن القوات الجوية الليبية مستعدة للوصول لكل المنافذ البحرية والجوية للتعامل مع القوات التركية إذا حاولت الدخول.
كما شدد على أن الشعب الليبي لن يقبل بأي تدخل تركي على الأرض وأنه سوف يتصدى له بكل قوة،لافتا إلى أن إيصال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا يحتاج إلى وقت وجهد كبير قد يستغرق أسابيع أو شهورا في حين أن الجيش قد يدخل إلى طرابلس في أي لحظة.
ولفت امغيب إلى أن المجتمع الدولي والجامعة العربية سيرفضان هذا التحرك بكل قوة،معتبرا أن تهديدات أردوغان لا تعدو كونها زوبعة في فنجان أو محاولة لتصدير أزمة داخلية يعاني منها نظام أردوغان في تركيا.
وأعلن الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني اللواء أحمد المسماري، أن “وقت المحادثات الدبلوماسية انتهى والآن وقت البندقية”.
وأوضح المسماري، إن الدعم التركي للمجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، انتقل من مرحلة السرّ إلى مرحلة العلن، مؤكدا أن معركة الجيش الوطني ضد الإرهاب والفوضى، هي معركة إقليمية وليست محلية.
وأعلنت قوات البحرية الليبية بالقيادة العامة جاهزيتها لأي تهديد لأمن البلاد، والتصدي لعدوان تركيا المحتمل بعد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان الذي لوح خلالها بإرسال قوات إلى ليبيا إذا طلبت منه حكومة السراج ذلك، والتي اعتبرها مجلس النواب والحكومة المؤقتة بمثابة إعلان حرب.
وأكد رئيس أركان القوات البحرية اللواء فرج المهدوي في لقاء مع تلفزيون يوناني أن لديه أوامر مباشرة من القائد العام للقوات المسلحة بإغراق أي سفينة تركية قد تقترب من المنطقة.
كما نشر المهدوي تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك باللغة اليونانية قال فيها سنحرر العاصمة وسندمر الحلم التركي
وقال آمر غرفة عمليات الكرامة، اللواء المبروك الغزوي، إن ليبيا ستكون مقبرة للأتراك إذا حاولوا التدخل العسكري فيها، في إشارة إلى إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده إرسال قوات عسكرية إلى ليببا في حال طلبت حكومة الوفاق ذلك.
وأضاف إذا أراد أردوغان إرسال قوات لبلادنا فليرسل، فنحن مستعدون لمواجهة أي قوات، وليبيا ستكون مقبرة للأتراك إذا دخلوها، مؤكدًا أن الجيش مسُتعد للدفاع عن كل شبر في بلاده.
وسيخرج الليبيون يوم الجمعة في مسيرات غضب للإعلان عن رفضهم التام للتهديدات التركية