يرغب الكثيرون في التخلص من الدهون التي تتراكم في منطقة البطن مُكوّنة ما يُعرف باسم “الكرش”، وللتخلص من هذه الدهون يجب اتباع خطوات كثيرة أهمها التالي:

أولاً: أن نتعرف على أسباب وطبيعة تكوين “الكرش”:

يقول الأطباء المتخصصون إنه يوجد أنواع مختلفة من الدهون في جسم الانسان؛ وهي:“دهون تحت الجلد”، وهذا النوع من الدهون هو الأخف تأثيرا في زيادة الوزن، كما أنه موجود في جميع أنحاء الجسم تحت الجلد.“الدهون العضلية”، وهي الدهون الموجودة في ثنايا العضلات.“دهون الأحشاء” وهي الدهون المنتشرة بين أعضاء منطقة البطن ( المعدة، الكبد، الكليتين )، وهذا النوع الأخير من الدهون ما نعرفه باسم “الكرش”.أثبتت البحوث أن دهون “الكرش” أسوأ أنواع الدهون الموجودة بالجسم؛ حيث وجدت البحوث الطبية علاقة وثيقة بين تواجد مثل هذه الدهون وحدوث مشاكل صحية خطيرة، مثل الأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

ثانيا: كيف تتكون الدهون في منطقة الكرش

علينا أن نعلم أن أجسادنا في الحقيقة مصمّمة لتخزين الدهون، وهي تؤدي هذه الوظيفة بكفاءة وقدرة عاليتين.واذا ما عدنا إلى العصور الأولى نجد أن الإنسان كان يعيش على الصيد، ولم يكن الغذاء متاحا طوال الوقت، ولذلك كان الجسم يخزن الدهون استعداداً لفصل الشتاء لندرة الطعام، تماما مثل الدببة في فترة السبات الشتوي.الآن ومع توافر الطعام في حياتنا الحديثة أصبحت أجسامنا لا تحتاج كثيرا لتخزين الدهون، إلا أن التصميم الرئيسي لوظائف الجسم لم يتغير كثيرا.نحن نأكل الآن أكثر، ويقوم الجسم بمهامه الأساسية في التخزين، وعندما يستهلك الجسم سعرات حرارية أكثر مما يحصل عليه من طعام، يكون الجسم بذلك قد استطاع التخلص من الدهون المخزنة فيه.أما اذا استهلك الجسم سعرات حرارية أقل مما يحصل عليه من طعام، فسيقوم الجسم تلقائيا بتخزين الباقي من الطعام على هيئة دهون في منطقة البطن، مكوّنا ما نعرفه باسم الكرش، حتى لو بقيت أجزاء أخرى في الجسم أكثر نحافة مثل الذراعين والقدمين.

ثالثا: أهم العوامل المؤثرة في تكوين الكرش

تنقسم العوامل المؤثرة في تراكم الدهون في منطقة الكرش إلى عوامل لا يمكن تغييرها، مثل الاستعداد الوراثي والعمر والنوع.وعوامل يمكن تغييرها مثل ضغوط الحياة اليومية، والشراهة في تناول الطعام، وعدم ممارسة الرياضة.

رابعا: ماهي بداية الطريق للتخلص من الكرش

التخلص من الكرش ليس صعبا، ولكنه يأتي باتباع خطوات معينة كلها هامة.أول هذه الخطوات هو الابتعاد التام عن المشروبات المُحلّاة بالسكر، ويعتقد الكثيرون اعتقادا خاطئا أن هذه المشروبات هي الصودا فقط. مشروبات الصودا كلها تؤدي إلى زيادة الدهون بالجسم، ولكن أيضا العصائر.السكر يؤدي إلى تراكم الدهون في البطن، لكن الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات لا تفعل ذلك، وبتحويل ألياف الفاكهة إلى سكر كما في العصائر يساعد ذلك أيضا على تراكم الدهون في منطقة البطن.الاستغناء عن المشروبات السكرية بالإكثار من شرب الماء يساعد الجسم بشكل كبير جدا في التخلص من الكرش.

الخطوة الثانية هي ابتداء الوجبات بكميات معقولة من الخضروات الموسمية.عند تناول الخضروات قبل بداية الوجبة، تشغل الألياف الموجودة بالخضروات مساحة داخل المعدة، وبذلك تصبح المساحة التي يمكن أن تشغلها باقي أنواع الطعام الغير صحية أقل.وينصح الأطباء تناول تفاحة واحدة أو ثمار التوت بعد الانتهاء من الطعام للذين يفضلون طبق الحلوى بعد كل وجبة.الخطوة الثالثة والأكثر أهمية هي بالطبع ممارسة التمرينات الرياضية.في هذه الخطوة يجب ألا ننسى دائما أنه لابد من التوازن بين ما نتناوله من طعام وما نحرقه من دهون مع ممارسة التمرينات الرياضية.وقد أجمع معظم الأطباء والمختصّون أن الإكثار من التمرينات الرياضية دون الحصول على قدر كاف من الطعام ضار جدا أيضا بالصحة.والإكثار من الطعام دون التمرينات الكافية يؤدي مباشرة إلى الدهون.

ممارسة التمرينات الرياضية في المعدلات المناسبة لا يؤدي فقط إلى التخلص من الدهون، بل يقلل من خطر الإصابة بالسرطان والأزمات القلبية ومرض السكري وتحسين المزاج، خصوصا للذين يعانون من الاضطرابات الاكتئابية.أجمع معظم المتخصصون أن ممارسة التمرينات في المعدلات المناسبة لا ينبغي أن يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع مقسمة إلى ثلاثة أو أربعة جلسات أسبوعية.وينصح الأطباء بتحويل ممارسة الأنشطة الرياضية إلى هواية مستمرة، والحفاظ والمداومة عليها، سواء بشكل فردي أو داخل مجموعات .كما يرى المتخصصون أن الجلوس من 8 إلى 9 ساعات يوميا يقلل كثيرا من الفوائد التي يحصل عليها الجسم من ممارسة التمارين الرياضية.وإذا كان الإنسان مضطرا إلى الجلوس بسبب العمل فترات طويلة، فإنه عليه استقطاع أوقات للراحة يقوم خلالها بالمشي أو الحركة كلما أمكن ذلك، أو على الأقل ممارسة تمرينات إطالة العضلات في مكان العمل واستخدام السُلّم بدلا من المصعد الكهربائي.ويعتقد الكثيرون أن الصورة الأمثل لقضاء أوقات الراحة هي بالجلوس أمام شاشات التلفزيون أو الخروج إلى المقاهي والمطاعم.

هذا ما يطلق عليه اسم ” الراحة السلبية”. أمّا الراحة الإيجابية فهي التي تشمل الحصول على قدر كاف من النوم وممارسة التمرينات الرياضية بصورة مستمرة، مثل المداومة على المشي أو الركض الخفيف أو ركوب الدراجات أو السباحة، وغيرها……ويجب ألا ننسى أن التمارين لا ينبغي أن تكون شاقة أو متعبة، يمكن أن يملّ منها الجسم.ينصح المتخصصون أنه عند الشعور بالتعب أو الإرهاق من أحد التمارين، الانتقال على الفور لتمرين آخر جديد، حتى يشعر الجسم بالمتعة والفائدة الكاملة.