كشف تقرير الأهداف الإنمائية لعام 2014 الصادر حديثا، أنه على الرغم من معدلات الفقر في أفريقيا آخذة في الانخفاض بمعدل متسارع منذ عام 2005، فإن الوتيرة لا تزال بطيئة جدا لتحقيق هدف الحد من الفقر.والتقرير نتاج جهد مشترك بين بنك التنمية الأفريقي  بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، والاتحاد الأفريقي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحصلت وكالة الأناضول على نسخة منه اليوم الأحد.

وكشف التقرير  أن معدل الفقر في أفريقيا يواصل الانخفاض، على الرغم من الآثار السلبية لأزمات الغذاء والوقود والمالية التي حدثت  بمنطقة اليورو  في الآونة الأخيرة.وأوضح التقرير الذي حصلت عليه الأناضول، انخفضت نسبة السكان في أفريقيا الذين يعيشون على أقل من .25 دولار يوميا في جنوب وشرق ووسط وغرب أفريقيا من 56.5٪ في عام 1990 إلى 48.5%  في عام 2010.  

ومع ذلك، يمثل هذا الرقم 20.25٪ من المستهدف في عام 2015 مقارنة بـ 4.1٪ في جنوب آسيا.ويشير التقرير إلى أن خلق فرص العمل لا ينمو بالسرعة الكافية لاستيعاب الشباب الباحثين عن العمل على الرغم من التقدم الباهر في الاقتصادات الأفريقية.ويقول التقرير إن البطالة مرتفعة بشكل ملحوظ في شمال أفريقيا، حيث أن 27.7%  من قوة العمل في سن الشباب ظلت بدون وظائف في عام 2013 مقابل 26.6 % في عام 2012.

 وجرى نشر التقرير رسميا أمس السبت في مؤتمر أفريقيا الاقتصادي لعام 2014، الذي يستمر ثلاثة أيام بحضور مئات  الخبراء من أفريقيا وأماكن أخرى في عاصمة اثيوبيا أديس أبابا.وقالت  جوزفين نجوري، الممثل المقيم لبنك التنمية الأفريقي في إثيوبيا، إن التقرير أنتج مجموعة مختلطة من المشاعر، وأشار إلى أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل تحقيق كل الأهداف بشكل كامل.وأضافت " تسارعت خطى أفريقيا بشكل عام نحو الأهداف الإنمائية للألفية على الرغم من ظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. يتعين علينا أن ندرك أن هذه الأهداف كثيرة  بشأن تحسين حياة الإنسان، وبالتالي، لا بد من متابعتها حتى النهاية".

وقالت " لقد أدركنا أنه على الرغم من الاتجاه الصعودي، فإن عدم المساواة في الدخل لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول، واستمرت أوجه التفاوت بين الجنسين في الوجود، نحن بحاجة إلى محاربة ( هذه المشاكل) لأنها لا تزال تعرقل مسيرة القارة على الرغم من إنجازاتنا".ووفقا للتقرير، فإن معظم البلدان الأفريقية تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدف الالتحاق بالتعليم الابتدائي، ومع ذلك، قال  أيوديلي أودسولا، كبير الاقتصاديين في المكتب الإقليمي لأفريقيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن القارة لا تزال تواجه معدلات إتمام التعليم المنخفضة.وأضاف أودسولا :" لا يزال يوجد لدى أفريقيا ضعف في البنية التحتية التي التي لا يمكن أن تدعم جودة التعليم، وبالتالي يظل التمويل المشكلة الرئيسية"."نحن بحاجة إلى استثمارات كبيرة في نظم التعليم لرعاية الشباب في القارة وإكسابهم المهارة والقدرة على تنظيم المشاريع".

وقال مدير شعبة السياسات الاقتصادية الكلية في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، آدم إلهاريكا إن أفريقيا ينظر إليها حاليا كقارة تشهد صعودا، وأن مساهماتها الإيجابية في جدول أعمال التنمية لما بعد 2015، بمثابة علامة على تأثيرها  المتزايد في المناقشات التي تشكل العالم.وأضاف " تقدم تسارع النمو في أفريقيا القدرة على تعويض، على الأقل، جانبا من النقص في الإيرادات، الذي ربما تعاني منه بعض البلدان نتيجة لانخفاض المساعدات الخارجية".وقال"يمكن تحقيق معدلات أعلى من النمو والإيرادات في حالة كبح التدفقات المالية غير المشروعة، واستخدام الموارد العامة بشكل أكثر حكمة وتنفيذ سياسات القائمة على البحوث المستندة إلى أدلة".