كما المدن القديمة والعريقة كانت ولاتزال مدينة طرابلس القديمة تحاط  بالكامل بسور يفصل بينها وبين خارجها كانت الضروارات الامنية في القديم هي التي فرضت هذه التحصينات ووجود سور محيط بالمدينة حتم وجود ابواب على كل جانب او اتجاه لهذه الاسوار فوسط المدينة كان يقتات من المزارع المحيطة يالمدينة والتي سميت بالقديم يساحل المنشية الاخضر فكانت ضرورة الابواب لتسهيل مرور التجارة والبضائع وكل ما يحتاجه قلب المدينة  وسكانها من مواد ..ولايزال بعض هذه الابواب قائما الى الان الى أن بعضها قد ثم ازالته  سوى في الحقبة الاستعمارية أو لضرورة الاستغناء عنه فضروارات العصر وانفتاح المدينة على خارجها فرض على المدينة أن تكون مفتوحة الابواب او بالتحديد لم تعد  للابواب ضرورة و مبررات  تحتم وجودها اصلا  .

ولطرابلس ثمان ابواب ثابت وجودها منها من اندثر ومنها الذي ما يزال قائما وهذه الابواب هي:

1ـ باب هوارة ( باب سوق المشير حاليا وهو الاشهر )  فهو المدخل الرئيس لسوق المشير والذي لايزال يرتاده الناس ليومنا هذا للتسوق من محلاته المتعددة السلع والمنافع وعلى يسار داخله يقع جامع احمد باشا ويؤدي في نهايته لبرج الساعة  ويعد من أقدم أبواب المدينة عراقة، ونسب إليه أسماء عديدة من أشهرها: باب هُواره و باب المنشيّة.

ويقول الشيخ الطاهر الزاوي عنه في كتابه معجم البلدان( إنه “عبارة عن فتحة في سور طرابلس القديم توصل إلى سوق المشير، وكان بها باب من كتل الخشب مغشي بصفائح من حديد)، ويعد هذا الباب ثالث اكبر ابواب المدينة القديمة وسمي في القديم بباب هوارة كونه كان باتجاه مضارب قبيلة هوارة الليبية القديمة.

2ـ باب الحرية وهو الباب الذي يفضي لسوق باب الحرية وكان مخرجه بالقرب من جامع السنوسية الان  أي أنه كان يقع بالسور الجنوبي للمدينة وقد  طوره العثمانيون عام 1908 وأطلق عليه الأسبان باب النصر وعرف بباب العرب ايضا .. هذا الباب لا يوجد له اثر  الان وازيلت معالمه وأن كان السوق الذي يفضي اليه لايزال قائما الى يومنا هذا واهم المواد المعروضة فيه العطرية  والاقمشة كما ان به اضافات تم انشائها في زمن المستعمر الايطالي مثل القلاريات والتي تباع وتصنع بها الغرابيل والسروج وغيرها من الصناعات.

3ـ باب البحر.. يقع في شمال شرق المدينة وسيصل المدينة بمرسى الصيادين بالبخر المقابل  وهو مجاور لحي اليهود قديما وقيل كان له بابا مزدوجا وكان مقابلاً لقوس (ماركوس أوريليوس ) وقريب لمقر القنصلية الفرنسية سابقا وزنقة الفرنسيس  ونادي المدينة القديم  وقد هدمه الإيطاليون أثناء احتلالهم للبلاد، وكان مكوناً من بابين مزدوجين الا ان المنطقة لا زالت تسمى الى يومنا هذا بمنطقة باب البحر أي باسمه  كما أن مرسى الصيادين لايزال بمكانه القديم بالقرب من ميناء طرابلس التجاري.

4 ـباب الجديد(طرابلس)ويقع مجاوراً لباب زناته القديم من الناحية الغربية من السور، وهو عبارة عن فتحة كبيرة بالسور على هيئة عقد من البناء، مثبّت به باب خشبي كبير مكسو بطبقة معدنية.

5ـ باب الخندق(طرابلس)يقع عند مدخل طريق الخندق، وكان  ملاصقاً للقلعة، وقد اشتهر بهذا الاسم لأنه كان مقاماً عند مدخل الخندق، الذي كان في الأصل يحيط بالقلعة، ومغموراً بمياه البحرالتي كانت تشكل فاصلا مائيا قيل بعرض 44 متر ، وقد تم ردمه  قي القرن   18وتحويله إلى طريق عُرف بطريق الخندق أما الباب فلفترة  صار بابا صغيرا بقوس ثم تمت ازالته في فترة الاستعمار الايطالي وارتفع مكانه قوس كبير ظل يحمل نفس الاسم القديم .

6ــ باب زناته وسمي قديما كذلك لانه كان يظل على نجوع ومضارب قبيلة زناتة الليبية القديمة والتي سكنت جنوب السور أي تماما كما سمى باب هوارة باسم قبيلة هوارة و هو يقع قريباً من الباب الجديد، وهو عبارة عن فتحة كبيرة بالسور القديم من الناحية الجنوبية،

ويطلق عليه ايضاً باب الحارة وباب الزنقة ولاتزال فتحته موجوده وبجواره من الجهة الجنوبية الغربية يوجد باب زناته الجديد أو الباب الجديد، الذي ذكرناه انفا وقد أنشئ في العهد العثماني الثاني، وصمم على هيئة عقد نصف دائري مثبت به باب خشبي كبير مصفح بطبقة معدنية.

.
 
7ــ باب العدالة(طرابلس) ، ويقع أمام زنقة الدباغ، في السور الجنوبي من المدينة، وقد أطلق عليه اسمان متناقضان: باب العدالة، باب الغدر وهذه التسمية الاخيرة اطلقت على الباب لما اشيع قديما ان طفلا قتل بجانبه لغرض الفتنة وافتعال حرب أهلية، وهو أيضا لم يعد له أثر.

8 ـــ الباب الاخضر .. كان قائماً بين باب البحر، والباب المعروف بباب عبد الله .. وعن الباب الاخضر ورد عن ايتوري روسي في كتابه “ليبيا منذ الفتح الإسلامي حتى مطلع 1911”. ان “الباب الأخضر” وحسب المصادر التاريخية كان موجوداً بين زنقة جامع درغوث وزنقة الريح ولم يعد له أثر.

ما عددناه هنا هو الثماني ابواب المتفق عليها والتي كانت تحيط بمدينة طرابلس لكن ورد في القديم وفي الكثير من المراجع ان لطرابلس اثنا عشر بابا لم نتطرق اليها للاختلاف حولها لذا نحن هنا فقط اوردنا الابواب المجمع والمتفق عليها في المراجع التاريخية المحققة والمجمع عليها.