طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج الحلف بضرورة الاستعداد لعالم من دون معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.

وصرح ستولتنبرج بعد اجتماعات عقدت على مدى يومين لوزراء خارجية دول الناتو في بروكسل بأن «أمام روسيا فرصة أخيرة للالتزام بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، ولكن في نفس الوقت يتعين علينا أن نستعد لعالم من دون المعاهدة».

وقال إن الحلف بدأ «ينظر في عواقب انهيار المعاهدة على الناتو».

من جهته، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من سباق جديد للتسلّح، مؤكداً أن بلاده لا ترغب في نسف المعاهدة.

وقال بوتين، تعليقاً على تصريح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بشأن عزم واشنطن الانسحاب من المعاهدة: «تصريحات بومبيو جاءت متأخرة إلى حد ما، في البداية أعلن الجانب الأمريكي أنه يعتزم الانسحاب من المعاهدة.. ومن ثم بدأ بالبحث عن ذرائع» موضحاً أن حجتهم هي «قيامنا بانتهاك أمر ما، لكنهم كالعادة لم يقدموا أي أدلة».

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده تعارض إلغاء المعاهدة، مشيراً إلى أنها سترد بالشكل المناسب في حال انسحبت الولايات المتحدة منها. وقال: «القرار اتخذ منذ وقت، وتكتموا عليه، متوهمين أننا لن نلاحظ ذلك، إلا أن ميزانية البنتاغون تشمل تطوير هذه الصواريخ».

وتتقاطع هذه التصريحات مع ردّ فعل الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي اعتبرت أنّه «يتمّ تكرار اتّهامات لا أساس لها»، مؤكّدة أنّه «لم يتم تقديم أي دليل يدعم هذا الموقف الأمريكي». ولم تمنع التهديدات الأمريكية رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف من تأكيد أنّ موسكو ستزيد حجم ترسانتها النووية.

وصرّح في بيان «يتبيّن أنّ أحد العوامل الأكثر تدميراً الذي يُعقّد العلاقات الدولية هو تصرّفات الولايات المتحدة التي تحاول الاحتفاظ بدور مهيمن في الشؤون الدولية».

وتابع «لهذا الغرض تتّخذ واشنطن وحلفاؤها تدابير معقّدة ومنسّقة لاحتواء روسيا وتشويه دورها في الشؤون الدولية».

وحضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني روسيا والولايات المتحدة على إنقاذ المعاهدة، محذّرة من أنّ أوروبا لا تريد أن تصبح ساحة معركة للقوى العالمية مرّة أخرى، كما كانت خلال الحرب الباردة.