في موكب جنائزي مهيب شيع الآلاف من المغاربة، أمس، جثمان عبد الله بها، وزير الدولة المغربي والقيادي في حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي، إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى بمقبرة الشهداء في الرباط عقب الصلاة عليه بمسجد الشهداء، بعد صلاة الظهر.

وكان الراحل عبد الله بها (60 عاما)، والذي يعد «حكيم الحكومة» قد غيّبه الموت بشكل مفاجئ مساء الأحد الماضي في حادث مفجع، إذ صدمه قطار وهو يحاول عبور خط السكة الحديدية مشيا على الأقدام ببلدة بوزنيقة (جنوب الرباط)، حيث كان يعتزم تفقد القنطرة التي توفي فيها أحمد الزايدي القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض غرقا قبل نحو شهر.

وخرج نعش الراحل عبد الله بها من منزل رفيق دربه عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأمين العام للحزب، وتقدم الجنازة رئيس الحكومة وعدد من الشخصيات السياسية، والتحق الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس بمسجد الشهداء للصلاة على الفقيد، ثم تقدم الجنازة برفقة ابن كيران نحو المقبرة، حيث حضر مراسم الدفن. كما حضر الجنازة مستشارو العاهل المغربي وعدد من الوزراء، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، محمد الطالبي العلمي، ومحمد الشيخ بيد الله، والجنرال بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، وبعض الضباط السامين بالقيادة العليا للقوات المسلحة، والجنرال حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي، وبوشعيب أرميل، المدير العام للأمن الوطني. وتبع الجنازة الآلاف مشيا على الأقدام حتى المسجد ثم إلى المقبرة.

وحضر رجال الأمن بكثافة لتأمين مرور موكب الجنازة بسلاسة من الشوارع الرئيسة التي مرت منها، كما ساهم عدد من الشباب المنتمين للحزب في تنظيم مسيرة الجنازة والحشود التي تبعتها مشكلين سلاسل بشرية تحرسها من الجانبين.

وبكى ابن كيران أمس بحرقة وهو يحتضن أبناء الراحل عبد الله بها أمام بيته، الذي واصل فيه تلقي العزاء، وكان يرتدي جلبابا أسود أضفى مزيدا من الحزن على محياه، جراء فقده رفيق عمره بشكل مفاجئ وصادم.

في غضون ذلك، أعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء مساء أول من أمس، أن التحريات الأولية الحالية بشأن وفاة الوزير بها أفضت إلى أن الفقيد كان بصدد عبور خط السكة الحديدية مشيا على الأقدام أثناء مرور القطار رقم 45 المتجه نحو مدينة الرباط.

وأوضح النائب العام في بيان، أن «سائق القطار استعمل الإشارات الضوئية والمنبه الصوتي لتحذير الفقيد، الذي حاول الرجوع إلى الخلف، غير أن القطار أدركه ورمى بجثته على بعد عدة أمتار من خط السكة الحديدية».

وأضاف البيان، أن الحادث وقع مساء الأحد الماضي بالنقطة الكيلومترية عدد 50 و600 من خط السكة الحديدية الرابط بين الدار البيضاء والرباط، مشيرا إلى أن مكان الحادث يقع على بعد أمتار قليلة من القنطرة التي توفي بها في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي النائب أحمد الزايدي. وخلص البيان إلى أن الأبحاث لا تزال جارية في الموضوع.

*نقلا عن السرق الأوسط