أفاد مصدر أمني مطلع أن كل الجزئيات المتصلة باغتيال الرهينة الفرنسي يشملها التحقيق الأمني والقضائي الجاري حول ملابسات الأحداث المتسارعة التي انتهت بتصفية الرعية الأجنبي من قبل تنظيم “جند الخلافة” الذي أعلن مبايعته لداعش قبل دخول غوردال الجزائر بأيام قليلة.

ومن بين الجزئيات التي حرص مصدرنا على الاشارة إليها، بناء على المعطيات الأولية للتحقيق، إصرار “الرعية الفرنسي على الافصاح عن هويته وجنسيته عند كل الحواجز التي نصبها مسلحون”، وفقا لإفادات رفقائه، الذين أشاروا إلى أنهم نجوا من وقوعهم في حاجز مزيف على متن سيارة سياحية قبل لحظات من سقوطهم مجددا بأعالي جرجرة بتيزي وزو يوم 21 سبتمبر الماضي في قبضة مجموعة إرهابية ثانية تابعة لتنظيم “جند الخلافة” الذي يتزعمه الدموي “غوري عبد المالك” المكنى “خالد أبو سليمان”. وتابع المصدر أن مجموعة مسلحة اعترضت مسار الرحلة في حاجز أولي واستجوبت كل المارة ومستعملي أحد المسالك عن وجهتهم وسبب تواجدهم بالمنطقة، فبعد سكون خيّم على الجماعة خرج غوردال عن صمته كاشفا للمسلحين وكانوا بالزي الأفغاني أنه من جنسية فرنسية وهو في رحلة استكشافية سياحية رفقة أصدقائه الجزائريين، فرخصوا له بالمرور دون أي عملية تفتيش، لكن الرحلة انتهت بهم في قبضة مجموعة إرهابية أخرى غير بعيد عن المنطقة.
جزئية أخرى أوضحها مصدر “البلاد” تتعلق بتنبئه بحصول مشكلة ما له، مع إمكانية عدم عودته من الجزائر إلى فرنسا، حيث تفحص مصالح الأمن مضمون كتابات منسوبة للرعية الفرنسي، وهو مرشد تسلق جبال ومصور فوتوغرافي، خلال دردشة على صفحته على الفيسبوك مع صديق له، حيث اتفقا حسب تلك الصفحة على اللقاء بعد عودته من الجزائر، وكتب غوردال عبارة تشكيك أثارت انتباه كل المتابعين لعملية اختطافه المفاجئة وحادثة اغتياله المستعجلة ذكر فيها “بعد عودتي من الجزائر في أول اكتوبر المقبل.. إذا عدت!”. وكتب هيرفي لصديق آخر يبلغه أنه يتواجد في جبل جرجرة، وأنه يحب ويرغب اكتشاف هذه الأماكن رغم اعترافه بالخطورة الأمنية التي تشكلها عدة مواقع مرّ بها في أدغال منطقة القبائل وتحديدا في البويرة وتيزي وزو، حسب شهادات أصدقائه المدونة في محاضر سماع. 
وما عزز الشكوك حول ظروف وملابسات وتوقيت عملية اختطاف وتصفية غوردال، حسب متابعين، هو تزامن زيارته مع تحذيرات للخارجية الفرنسية رعاياها من التوجه إلى منطقة القبائل شرق الجزائر، والمعروفة بتمركز قيادة “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بها.