باتت مدينة ترهونة أهم شوكة في حلق المشروع القطري التركي في ليبيا منذ أعلنت انحيازها للجيش وتحولت إلى قلعة المقاومة ضد الخارجين عن القانون والجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء حكومة الوفاق المفوضة ، ما جعل نظام الدوحة يدفع بأتباعه في  محاولة لإختراق المدينة عبر الخلايا النائمة وشبكات التجسس وفرق الإغتيالات وفي هذا السياق كشف المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، عن إحباط محاولة لمليشيات الإخوان، لاستهداف مدينة ترهونة، بدخول عدد من المرتزقة، بمساعدة من بعض الخونة، لمهاجمة منطقة الداوون.وأفاد المركز بأن عناصر اللواء التاسع مشاة التابع للقوات المسلحة، تمكنت من إحباط هذه العملية، التي كان الهدف من ورائها زعزعة أمن المدينة واستقرارها.من جانبها أعلنت شعبة الإعلام الحربي عن العثور على أسلحة وذخائر ومرتزقة بأحد المنازل، وأكدت الشعبة أنه لا مكان للخونة والجبناء المرتشين، وأن ترهونة ليست سلعة تباع وتشترى على أرصفة الشوارع، حسب الشعبة.
وقد تزامن هذا الإعلان مع دعوات رجل قطر على رأس دار إفتاء المجلس الرئاسي الصادق الغرياني عضو ما يسمى بإتحاد علماء المسلمين والمصنف في قوائم الإرهاب الصادرة عن البرلمان الليبي وعن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب فقد توجّه الغرياني لمسلحي الميلشيات برسالة لخصها في أن حسم المعركة يتطلب ضرورة اجتياح مدينة ترهونة للقضاء فيها على من وصفهم بـ “المفسدين، أعداء القرآن،  عملاء مشروع الصهيونية ” .وقال إن ” المدافعين عن طرابلس لن يتمكنوا من حسم المعركة مالم يحسموا أمر ترهونة بالقضاء على من وصفهم بالعصابات المتواجدين فيها على غرار عملية غريان .وأضاف : ” لا تجاملوا ترهونة فقد أعطيتموها الفرصة الكافية ، نحترم أخيارها ، لكن هذه العصابات المتواجدة فيها لابد من القضاء عليها ، لابد من إقتحام ترهونة والقضاء على العصابات التي تقاتل مع حفتر وتضربكم بالراجمات
وتابع قائلاً : ” هناك عصابات وهم قلة، أم أهل ترهونة فنعرف أنهم لا يرضون بهذا العار وهذا الذل ، لكنهم مقهورون مثلكم ومجبورون ولامنهم أحد يستطيع رفع رأسه ، كما كان أهل غريان عندما كان فيها حفتر ” .
واتهم قوى الجيش في ترهونة بأنها عصابات منضمة للمفسدين راضية بالعار والعمالة لدول أجنبية ، قائلاً بأن من يقاتلون من أهل ترهونة مع حفتر هم عملاء وأذلاء والتاريخ والدين والقرآن سيلعنهم لأنهم يقاتلون ضد مشروع صهيوني وظالم يريد أن يحتل ليبيا ويدمرها وختم الغرياني في هذا الصدد مخاطبا المسلحين الموالين لهم بالقول : ” لا يقول لي أحد لا هذا نسيج اجتماعي وكذا ، هذا ليس نسيج اجتماعي ، فالنسيج تحافظون عليه عندما تقطعون دابر الفساد، أما إذا بقي الفساد بمدينة من المدن فبذلك يكون النسيج الاجتماعي قد ضيعتموه وضيعتوا الدين وقضيتكم ، فلا بد أن تحققوا الانتصار بأقرب وقت ممكن”
ويعتبر الغرياني صوت قطر الأبرز في ليبيا من خلال قناة « التناصح » التي يمولها نظام الدوحة وتبث برامجها من تركيا حيث يقيم ورفع عملاء قطر من حدة دعواتهم لإقتحام ترهونة  بعد الضربة غير المتوقعة التي  الدور القطري الميداني في ليبيا وقصمت ظهر ميلشيات مصراتة الإخوانية عندما نجح عناصر من الجيش الليبي في القضاء على هشام مسيمير القائد الميداني وضابط الإتصال المباشر بين مخابرات الدوحة والجماعات الإرهابية في ليبيا
وقالت مصادر ليبية مطلعة أن مسيمير كان من قياديي فجر ليبيا في 2014 من خلال ميليشيا ”البركان”، ثم  عمل آمرا لجحفل مايعرف بــ”ثوار مصراتة” وتقلد بين عامي 2014 و 2018 منصب مدير الخدمات الصحية بمصراتة وقد ورد اسم هشام مسيمير في تقرير خبراء الأمن 2018 بأنه زوّد مليشيا بشير خلف الله بتاجوراء والتابعة لتنظيم القاعدة بالذخيرة لقصف مطار معيتيقة.
وأشارت المصادر الى أن مسيمير الذي إنضم مؤخرا الى ميلشيا لواء الصمود بقيادة الإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي، كان الى حين مقتله على صلة مباشرة بالمخابرات القطرية ومكلفا بإيصال الدعم القطري للميلشيات ما جعل منه واحدا من أبرز رؤوس الأموال الفاعلة في إدارة المعارك ضد الجيش الوطني الليبي  وفي تهريب الأسلحة والذخيرة من خارج البلاد الى داخلها ، كما كان مكلفا بإيواء العناصر الإرهابية الفارة من المناطق الشرقية وخاصة ممن كانت تنتمي الى مجالس شورى درنة وبنغازي واجدابيا
وكان سلاح الجو الليبي نفذ في 24 سبتمبر الماضي غارة على معسكر بمدينة مصراتة يخضع لإدارة مسيمير ويجتمع فيه عدد من الإرهابيين
ويشير المراقبون الى أن مسيمير يعتبر أحد أبرز قياديي جماعة الإخوان غير المعلنين في ليبيا ، وصاحب العلاقات الوطيدة مع المخابرات القطرية منذ العام 2011 ، ويمثل مثتله أكبر خسارة لميلشيات مصراتة وللأجنحة الميلشياوية لقوى الإسلام السياسي التي تقف وراءها الدوحة بالمال والسلاح والتخطيط والاعلام
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي خالد المحجوب، أن مسيمير مجند مخابراتيا لإختراق الجيش الوطني وضربه من الداخل ، وله صلة مباشرة سواء بقطر أو تركيا ، كما أنه معروف بأنه من الذين دعموا الحروب والفوضى في ليبيا منذ بدايات عملية فجر ليبيا الإنقلابية الإخوانية في صيف 2014 الى جانب دعمه لبعض المجموعات المشبوهة مستغلا قدراته المالية التي تنامت من خلال ما قام به من صفقات مالية ذات علاقة بأنشطته المخابراتية
وأضاف المحجوب أن امسيمير سبب رئيسي في توريط مدينة مصراته وشبابها في الحرب الدائرة بطرابلس الى جانب وقوفه وراء الهجوم على مدينة بني وليد ، لافتا إلى أن الدور الذي لعبه غير واضح للكثيرين لأنه -مسيمير- كان يعمل في الظل، وفق تعبيره، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية وأجهزة جمع المعلومات التي عاصرت هذه الفترة تعرف الدور الذي قام به بشكل جيد.
وتتهم قيادة الجيش الليبي مسيمير بأنه كان رجل المخابرات القطرية في ليبيا ، والمشرف على نقل الأسلحة والأفراد والمساعدات الأخرى عبر  الجرافات التي كانت تبحر من مصراتة الى شرق البلاد أثناء معركتي تحرير بنغازي ودرنة
كما أكدت مصادر مطلعة  الدور الرئيس لمسيمير في تصفية عدد من قيادات الجيش الوطني بعمليات غادرة خلال الفترة الماضية من خلال خلايا نائمة كان يحركها في مناطق خاضعة لسيطرة القوات المسلحة منها مدينة ترهونة التي تعتبر حاليا الحاضنة الأساسية للجيش الوطني في غرب البلاد ، تنفيذا لمخطط تشرف عليه الإستخبارات القطرية والتركية ، مستفيدا من الأموال الطائلة التي كان يحتكم عليها
وأضافت أن مسيمير إتصل ببعض الأطراف التي لم تسمها في مدينة ترهونة للتفاوض معها حول إغتيال القياديين في اللواء التاسع محمد الكاني وشقيقه عبد الرزاق ، بعد أن تعرض شقيقاهما محسن وعبد العظيم الكاني للإغتيال صحبة أمر اللواء عبد الوهاب المقري في عملية نوعية نفذتها طائرة تركية مسيرة في محور عين زارة في 13 سبتمبر الماضي
وتابعت أن مسيمير كان قد نقل معه مبلغ 10 ملايين دينار ليبي ( حوالي 7 ملايين دولار ) الى الجهة التي كان سيجتمع بها في مدينة مسلاتة ، شمالي ترهونة ، ليقدمه كمقابل للعملية التي كانت ستمثل في حال تنفيذها  ضربة موجعة للجيش الليبي ولمدينة ترهونة ، لكن اللقاء إنتهى بتصفية القيادي الإرهابي الذي نعته لاحقا ميلشيات مصراتة
وأكد المتحدث باسم الجيش أحمد المسماري، أن ” مقتل الإرهابي هشام مصطفى مسيمير خلص ليبيا من عميل خطير للمخابرات التركية والقطرية”.
وكان مسيمير الى حين مقتله على صلة بالخلايا النائمة في ترهونة لتكليفها بعدد من المهام تتعلق بنقل تحركات الجيش وتنفيذ إغتيالات ضد بعض الضباط ، كما كان مرتبطا بالمخابرات القطرية التي كان وراء توفير الأموال والأسلحة