تحتفل العائلات الجزائرية بحلول فصل الربيع، وذلك بتحضير حلوى "البراج"، والتي تعتبر من أهم الأكلات الشعبية، التي تحضرها النسوة، وتدخل في مقومات التراث الجزائري القديم.
وأخذت العائلات حلوى "البراج" عن الأمهات، حيث تختلف طريقة صنعها من منطقة لأخرى، لكن تبقى هذه الحلوى مطلب الأطفال والرجال، لاسيما عند خروجهم إلى الحقول الخضراء، والمروج، للتمتع بإشراقة شمس الربيع الهادئة، وزقزقة العصافير، التي تريح الذهن من حركية المدينة، وضوضاء الشارع.
وتقدم أقداح اللّبن مصحوبة بحلوى البراج اللذيذة، والتي هي عبارة عن عجينة يتم حشوها بالتمر المعجون، والذي يجهز ليلة قبل إعداد هذه الحلوى، حيث تضاف لحشوة التمر بعض المتبلات، مثل القرفة وماء الزهر وبعض اللواحق الأخرى، وفي اليوم الموالي تنهض النسوة مبكرًا لإعداد هذه الحلوى، والتي تطهى على طابونة الفحم، بعد تحضير العجينة، والمتكونة من الدقيق الخشن، والملح والماء، وبعدها يتم خلط كل هذه المقادير لتصنع الحلوى، وبأشكال مختلفة، لكن غالبها تكون على شكل مسدس، وتقدم ساخنة.
ومن عادات الجزائريّين توزيع "البراج" في المساجد، وعلى الفقراء، بغية زيادة الرزق، وجلب الخير والبركة، كما يتبادل أهل الجزائر حلوى البراج لتعميق أواصر المحبة، وتذكر نفحات التاريخ، وتقاليد الجدات، التي لا تزال خالدة.