لاحت أمس بوادر انفراج في العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد توتر أعقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إذ أعلنت الإدارة الأميركية عزمها الإسراع في الإفراج عن عشر مروحيات قتالية من نوع «أباتشي» كانت مجمدة ضمن المساعدات العسكرية السنوية. وتزامن ذلك مع حكم قضائي بالسجن المؤبد في حق المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع و7 آخرين من قيادات الجماعة فيما حكم بالإعدام على ستة آخرين بعد إدانتهم بـ»القتل والإرهاب» في احداث عنف تموز (يوليو) 2013. (للمزيد)

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري سامح شكري أبلغه خلاله عزم بلاده الإسراع في تسليم المروحيات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تؤمن بأن هذه المروحيات «وسيلة مهمة في دعم الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب».

وتأتي هذه الخطوة قبل أقل من شهر من زيارة مرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وقمة المناخ ويرجح ألا يلتقي خلالها الرئيس باراك أوباما. كما أنها تأتي قبل نحو أسبوع من زيارة وفد أميركي عالي المستوى يرأسه رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس إلى القاهرة.

وتزامن الانفتاح الأميركي مع اختتام وفد عسكري مصري زيارة إلى الصين «حققت نتائج إيجابية»، وفقاً لمسؤول عسكري أوضح لـ»الحياة» أن الجانب الصيني «أبدى استعداده التام للتعاون مع مصر وتزويدها بكل ما تطلبه، كما أبدى استعداده لتطوير التصنيع العسكري المشترك».

وكان كيري أكد خلال زيارته إلى القاهرة نهاية حزيران (يونيو) الماضي الإفراج عن 572 مليون دولار من المساعدة العسكرية الأميركية. ورجح مصدر عسكري مصري شحن المروحيات الأميركية العشر خلال أيام، موضحاً أن تلك المروحيات مدفوعة الثمن بموجب اتفاق مع مصر عام 2009.

واعتبر ذلك مؤشراً على صدقية الجانب الأميركي هذه المرة في إرسال المروحيات، مشيراً إلى أنه على رغم إعلان وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين في نيسان (أبريل) الماضي الإفراج عن هذه المروحيات إلا أنها لا تزال في المخازن لاعتراض الكونغرس بدعوى عدم الاطمئنان إلى أوضاع الحريات في مصر.

في غضون ذلك خففت محكمة جنايات الجيزة الحكم بإعدام المرشد العام لـ»الإخوان» و7 آخرين من قيادات الجماعة إلى السجن المؤبد، وأمرت بالإعدام غيابياً في حق 6 متهمين آخرين هاربين، بعدما كانت أحالت أوراقهم جميعاً إلى مفتي الديار المصرية لاستطلاع رأيه في شأن إعدامهم.

*"الحياة" اللندنية