حذرت "أمينة محمد" نائبة السكرتير العام للأمم المتحدة من أن تزايد إرهاب جماعة "بوكو حرام" في شمال شرق نيجيريا يرجع بدرجة كبيرة إلى تجفيف بحيرة تشاد التي كانت تساعد على توفير سبل العيش لملايين المواطنين وقت ازدهارها. 

وقالت المسؤولة الأممية في كلمة ألقتها بمناسبة "أسبوع المياه العالمي" الذي تم تنظيمه مؤخرا في العاصمة السويدية ستوكهولم "إنني شاهدت بنفسي العواقب الكارثية لسوء إدارة الموارد المائية والنظم البيئية، وإنه من المهم أن يتم العمل من أجل حماية البيئة والحفاظ على الموارد من أجل تحقيق التنمية المستدامة". 

وأضافت: "إنني نشأت في شمال شرق نيجيريا وتربيت هناك، وكان نقص المياه النقية وعدم توافر الوسائل الصحية يمثل تحديا كبيرا "ومضت قائلة" إن بحيرة تشاد كانت في وقت ما تعتبر المصدر الرئيسي للنشاط الاقتصادي في هذه المنطقة، وساعدت على توفير الغذاء وفرص اقتصادية لحوالي ثلاثين مليون مواطن، ولكن مساحتها تقلصت الآن بنسبة 90%، ويتكهن البعض بأنها يمكن أن تختفي تمامًا بحلول نهاية القرن الحالي".

وتابعت المسئولة الأممية محذرة من أن تجفيف البحيرة وانتشار التصحر في الجزء الشمالي يتسببان في تخريب كل شيء من طرق التجارة إلى الزراعة والصيد، وإن ذلك كان له تأثير على الأمن الغذائي والصحة وتزايد مخاطر الأمراض التي تنقلها المياه".

وقالت "إن ذلك يتسبب في الفقر عن طريق استنزاف سبل عيش المزارعين، وإن تلك العوامل ساهمت في تزايد انعدام الأمن في المنطقة التي تعاني بالفعل من التطرف العنيف".

وأضافت: "إنني أعتقد أن تزايد نشاط جماعة بوكو حرام يرتبط بسوء إدارة المياه، وأن حل الصراع في المنطقة يتعين أن يتضمن إيجاد وسائل عادلة لاستخدام الموارد المائية". مشيرة إلى أن تزايد الطلب على المياه وسوء إدارة المياه كان لهما تأثير سلبي على المجتمعات والاقتصاديات عبر أنحاء العالم.