نشرت صحيفة "تايمز اوف مالطا" تقريرا حول أخر تطورات الأوضاع في ليبيا، مشددة على ضرورة أن تلعب فاليتا دورا رئيسيا في إعادة الاستقرار إلى طرابلس. 

وقالت الصحيفة لطالما كانت علاقات مالطا مع ليبيا مبنية على أهمية الحفاظ على العلاقات السياسية والتجارية الجيدة بين الجيران المقربين.

وفشلت الأحداث التي دعمها الناتو عام 2011  -عندما تم استبدال الزعيم الليبي معمر القذافي بالقوة بإدارات متنافسة- في تحقيق الازدهار الذي كان يأمله الكثير من الليبيين.

ويبدو الآن أن ليبيا تحاول مرة أخرى استعادة الاستقرار السياسي بمساعدة جيرانها والمجتمع الدولي.

وخلال السنوات العشر الماضية ابتليت البلاد بالعديد من الأزمات التي جعلت حياة معظم الليبيين لا تطاق. كان لهذه الأزمات أيضًا تأثير سلبي على بعض الدول المجاورة مثل مالطا وإيطاليا بسبب الهجرة غير الشرعية غير المنضبطة التي دبرها المتاجرين بالبشر.

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص في جميع أنحاء ليبيا قد تعطلت حياتهم بشكل سيئ في العقد الماضي مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف وتقليل الوصول إلى الخدمات الأساسية والقيود على الوصول إلى الدعم المنقذ للحياة.

وأدت الحرب الأهلية بين الإدارات المتنافسة إلى تفاقم المخاطر ومواطن الضعف لدى المهاجرين والنازحين داخليًا والمجتمعات المتضررة من النزاع في البلاد.

ويبدو الآن أن هناك بصيص أمل لعكس هذا الاتجاه ومساعدة ليبيا على تحقيق الاستقرار السياسي. وأدت عملية رعتها الأمم المتحدة إلى تعيين عبد الحميد دبيبة رئيسًا مؤقتًا للوزراء حتى إجراء الانتخابات في نهاية هذا العام.

لكي تنجح هذه العملية السياسية في إدارة الثروات السياسية للبلاد تحتاج الدول المجاورة والمجتمع الدولي إلى دعم ليبيا بكل الطرق الممكنة.

والتقى رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي برئيس الوزراء الليبي في ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية.

لقد التزموا جميعًا التزامًا راسخا بمساعدة الدولة التي مزقتها الحرب على الانضمام إلى المجتمع الدولي بطريقة ذات مغزى.

وقدم أبيلا التزامًا قويًا عندما قال "سنعيد فتح سفارتنا وقنصليتنا في ليبيا في الأيام المقبلة"، كما سيتم استئناف الرحلات قريبا.

وحدد دبيبة المناطق الأخرى التي طلبت فيها ليبيا المساعدة من مالطا عندما علق في وقت سابق من العام بأنه "لن يلتقي برئيس الوزراء أبيلا إلا عندما يُظهر الاحترام المناسب للشعب الليبي"، وزعم أن حاملي جوازات السفر الليبية لا يعاملون باحترام.

يجب أن يكون لدى كل من مالطا وليبيا فهم واضح لما يمكن القيام به لتبديد أي شك قد ينشب من وقت لآخر. مالطا لديها التزامات دولية بشأن مسألة التأشيرات للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي. والبنوك المالطية لديها التزامات تنظيمية دولية صارمة أخرى بشأن فتح الحسابات للعملاء المحتملين.

هذا لا يعني أنه لا يمكن تحسين عملية الحصول على التأشيرات وفتح الحسابات. إن افتتاح سفارة وقنصلية في ليبيا خطوة في الاتجاه الصحيح. يجب أن يظل الحوار بين النظراء الليبي والمالطي على قيد الحياة باستمرار لتسريع عملية التطبيع.

وسلط أبيلا الضوء على الفرص التي ستوفرها ليبيا المستقرة سياسياً للشركات المالطية. ربما تكون أفضل نتيجة من تطبيع الاستقرار السياسي في ليبيا هي السيطرة على الهجرة إلى أوروبا.

وستحظى جهود مالطا لدعم ليبيا بفرصة أفضل للنجاح إذا تم إجراؤها في سياق الأمم المتحدة واستراتيجية الاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمات.