عبّرت بكين أمس الثلاثاء عن معارضتها الشديدة لقرار الولايات المتحدة بيع قطع غيار عسكرية لتايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.

وردّت الصين على إعلان واشنطن الإثنين أنها وافقت على بيع تايوان قطع غيار للعديد من الطائرات العسكرية بينها طائرات إف-16 وسي-130 بقيمة إجمالية تصل إلى 330 مليون دولار.

وقالت الخارجية الصينية إن هذه الصفقة "تنتهك بصورة خطيرة" القوانين والأعراف الدولية التي تحكم العلاقات الدولية، معبّرة عن "عدم رضاها الشديد ومعارضتها الحازمة" لها.

وتعتبر الصين تايوان جزءًا لا يتجزّأ من أراضيها، حتى لو أنّ نظامًا منافسًا يحكم الجزيرة منذ العام 1949. ولا تستبعد بكين استخدام الخيار العسكري لإعادة تايوان إلى سيادتها إذا ما أعلنت الجزيرة استقلالها.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ للصحفيين أنّ بلاده قدمت "احتجاجاً رسمياً" إلى الولايات المتحدة.

وأضاف "إننا نحثّ الجانب الأميركي على سحب خطة بيع الأسلحة هذه على الفور ووقف الاتصالات العسكرية مع تايوان خشية أن يتسبّب ذلك في إلحاق أضرار بالغة بالعلاقات الأمريكية-الصينية، وبالاستقرار وبالسلم وبتعاوننا في مجالات مهمة أخرى".

وأمام الكونغرس الأمريكي 30 يوماً لإبداء اعتراضه على هذه الصفقة على الرغم من أنه أمر مستبعد نظرًا لأن وزارة الخارجية قرّرت أن تايوان لا تزال "قوة مهمة لتحقيق الاستقرار السياسي والتوازن العسكري والتقدّم الاقتصادي في المنطقة".

بالمقابل رحّبت تايوان بالإعلان الأمريكي وأكدّت أنه سيساعدها في تعزيز قدراتها الدفاعية.

وتربط الولايات المتحدة علاقات ملتبسة بتايوان. فرغم اعترافها بالصين الشعبية منذ 1979 فإنها لا تزال تقيم علاقات تجارية مع الجزيرة وتعتبر حليفها العسكري الأقوى ومورد الأسلحة الرئيسي لها.

ولا يتزامن الإعلان عن هذه الصفقة في غمرة الحرب التجارية المتأجّجة بين واشنطن وبكين فحسب، لا بل إنه يأتي بعد أيام قليلة من فرض الولايات المتّحدة عقوبات على الصين لشرائها أسلحة روسية.

وفرضت واشنطن عقوبات مالية محدّدة الأهداف على وحدة أساسية في وزارة الدفاع الصينية هي "دائرة تطوير المعدات" ومديرها لي شيانغفو بسبب شراء بكين طائرات مقاتلة من طراز سوخوي (سو-35) في نهاية 2017 وتجهيزات مرتبطة بمنظومة الدفاع الروسية المضادّة للطيران (اس-400) مطلع 2018.