نشرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية تقريار حول الخلاف الفرنسي - الإيطالي وتداعياته على أوروبا ومنطقة البحر المتوسط وخاصة الوضع في ليبيا.

وقالت الصحيفة لقد حان الوقت للقادة الفرنسيين والإيطاليين حتى يتوقفوا عن استخدام بعضهم البعض كأكباش فداء سياسية والعمل على صفقة كبيرة من أجل أمن أوروبا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ولدى فرنسا وإيطاليا مصلحة مشتركة في إنهاء الحرب الأهلية في ليبيا، وتعزيز الاستقرار في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، وإدارة ملف الهجرة ، والتعاون لبناء دفاع أوروبي أقوى من الناحيتين العسكرية والصناعية وتطوير اقتصاداتها من خلال الاستثمار والبنية التحتية عبر الحدود .

وبدلاً من ذلك تشترك باريس وروما في ما يشبه الحرب بالوكالة في ليبيا وتنغمسان في اللامبالاة السياسية وتسجيل نقاط سياسية على بعضهم البعض فيما يخص ملف المهاجرين وترك الشكوك تغلب على المنفعة المتبادلة في التعاون الصناعي.

السبب الأكثر إلحاحاً للتعاون الفرنسي - الإيطالي هو ليبيا حيث تكلف خلافاتهم أرواح المدنيين.

ولدى إيطاليا أسباب وجيه للاستياء من السياسة الفرنسية في بلد تتمتع فيه روما بروابط تاريخية من الحقبة الاستعمارية فضلاً عن الطاقة الحيوية والمصالح الاقتصادية.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو القوة الدافعة وراء حملة حلف الشمال الأطلس /الناتو/ الجوية عام 2011 التي أطاحت بالرئيس الليبي الراحل  معمر القذافي دون أي خطة لتحقيق الاستقرار في الدولة المنتج للنفط والغاز بعد سقوط القذافي.

وفي الفوضى التي تلت ذلك نُهبت ترسانات القذافي وانتشرت الأسلحة للميليشيات المحلية والمقاتلين القبليين والجماعات الجهادية التي استخدمتها لزعزعة استقرار الأنظمة المدعومة من فرنسا في حزام الساحل. 

كما مهد الصراع الطريق لنحو 600 ألف مهاجر غير شرعي معظمهم من الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لعبور وسط البحر المتوسط إلى إيطاليا بين عامي 2011 و 2017.

وفي الوقت الحالي تجد باريس وروما نفسيهما على جانبي الصراع على السلطة بعد القذافي. بينما تدعم باريس رسميًا جهود الأمم المتحدة للوساطة في المصالحة الوطنية والانتخابات في ليبيا، كما تدعم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي   -الذي يسيطر على جزء كبير من الشرق والجنوب-.

وتدعم إيطاليا حكومة الوفاق الوطني برئاسة رئيس الوزراء فايز السراج المعترف بها في الأمم المتحدة وساعدت في تدريب خفر السواحل والبحرية.

وتتهم المصادر الفرنسية روما بأنها دفعت المال للميليشيات لوقف تهريب المهاجرين، وبعض هذه الميليشيات تدافع الآن عن طرابلس.

وليبيا جزء من لعبة قوة أوسع. ففرنسا يائسة لمنع انتشار عدم الاستقرار إلى مستعمراتها السابقة في الجزائر والمغرب -حيث يوجد الكثير من الشباب العاطلين عن العمل- وجنوبًا إلى بلدان أفريقيا الفرنكوفونية.

وحتى الجهود الإيطالية لبناء تعاون دفاعي مع تونس والنيجر تثير الشك الفرنسي.

ويرى البعض في روما الاستعمار الفرنسي الجديد أو السعي للهيمنة كجذر لخلافاتهم. وقال كبير مسئولي حزب حركة النجوم الخمسة في وزارة الخارجية وكيل وزارة الشؤون الخارجية مانليو دي ستيفانو  في مقابلة "إن القضية الحقيقية مع فرنسا هي أننا تحدثنا بصراحة وعلى نطاق واسع عن الطريقة التي يعاملون بها مستعمراتهم السابقة في أفريقيا".

والشكوك عميقة لكن كلا البلدين بحاجة إلى بعضهما البعض لتحقيق مصالحهما الوطنية بالإضافة إلى أمن أوروبي ومتوسطي أوسع. أن هذا لا يضمن ذلك نتيجة سعيدة لكنه نقطة انطلاق جيدة.





*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة