نشر موقع بلومبيرج تقريرا حول الصفقة التي وقعتها حكومة الوفاق الوطني مع الحكومة التركية واصفا الصفقة بأحدث العقبات أمام إنهاء الحرب وإحلال السلام في الدولة الواقعة في شمالي إفريقيا.
وقال بلومبيرج إن الجهود المبذولة لإنهاء حرب في ليبيا تواجه عقبة أخرى بعد أن وقعت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا اتفاقية بحرية مبدئية مع تركيا مما أغضب الدول المجاورة التي تعتبر الاتفاقية محاولة تركية وقحة للهيمنة على مياه البحر الأبيض المتوسط الغنية بالغاز.
وقال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا  إن الاتهامات التي أثارها الاتفاق الذي تم الانتهاء منه في إسطنبول الأسبوع الماضي تنطوي على خطر تعقيد اجتماع في 10 ديسمبر في العاصمة الألمانية برلين لأطراف النزاع كان من المفترض أن يمهد الطريق لعقد قمة سلام كاملة في أوائل يناير.
وقال سلامة عبر الهاتف إن اليونان ومصر غاضبتان بشكل خاص، لكن الوساطة المستمرة يمكن أن تساعد في حل الخلافات. وأوضح "لكن إذا حدث العكس فسوف أكون بالتأكيد أكثر خوفًا من وجود الجميع في برلين".
وتضغط الأمم المتحدة بشكل عاجل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في ليبيا بعد القتال من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس. ومع تعاظم دور روسيا زادت المخاوف من توسع الصراع بالوكالة في بلد مكَّن فيه عدم الاستقرار المتاجرين بالبشر والمتشددين الإسلاميين من القضاء على جذورهم.
ومع دعم مصر والإمارات العربية المتحدة لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ودعم تركيا حكومة رئيس الوزراء فايز السراج في طرابلس  من غير المرجح أن تحرز الاجتماعات دون مشاركة القوى الإقليمية تقدماً جدياً.

اكتشافات الغاز
ولم تعلن حكومة سراج ولا تركيا عن تفاصيل مذكرة التفاهم المبرمة في اسطنبول. وأبلغ مسؤولون ليبيون بلومبيرج أن الاتفاق يشمل التعاون في المناطق الاقتصادية البحرية بالقرب من جزيرة كريت اليونانية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تخوض فيه أنقرة نزاعًا إقليميًا مع قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي بشأن المياه الغنية بالغاز قبالة الجزيرة، وهو صراع شهد أن تركيا ترسل قواتها البحرية إلى المنطقة في استعراض للقوة ، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا.
كما أزعج اتفاق اسطنبول الدول الأوروبية التي تعتبره انتهاكًا تركيًا على أعتابها. لكن مسؤولي السراج يقولون إن التدخل الروسي المتنامي وراء حفتر أجبرها على البحث عن علاقات أوثق مع الحلفاء.
وقال أحد المسؤولين  -طلب عدم الكشف عن اسمه- إن على حكومة الوفاق الوطني أن "تهتم بمصالحها الخاصة" في توقيع الصفقة مع تركيا، والتي تتوقع فتح المزيد من المساعدات العسكرية.
وكانت تركيا الداعم العسكري الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقراً لها حيث تمدها بالطائرات المسلحة بلا طيار والمركبات القتالية المدرعة والأسلحة.
 وقال سلامة "إذا أصبحت البيئة أكثر غيومًا، فسيكون من الصعب جدًا تأمين" قمة يناير المقررة –يقصد ضمان مشاركة فعالة من جميع أطراف النزاع.