أنشئت جمعية الدعوة الإسلامية العالمية سنة 1972 بموجب القانون رقم85 كمنظمة خاصة ذات نفع عام ونشاطها موجه للخارج دعوي إنساني اغاثي ثقافي، وتتمتع بعضوية في منظمات دولية منها المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" ولها مقر داخلها، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "سيسكو" ومنظمة الصحة العالمية.

ونشاطات الجمعية لا تفرق بين المسلمين وغير المسٍلمين فهي داعمة لكل الأجناس والديانات ولها أكثر من 30 مكتبا في القارة الأفريقية وآسيا والفلبين وسيرلانكا وتايلاند وماليزيا ورابطة الدول المستقلة، وهناك مراكز إسلامية في بعض الدول الأوروبية مثل قبرص والدنمارك وهولندا وفرنسا تدعمها الجمعية وتنفق عليها وتشرف على نشاطاتها.

وللحديث أكثر عن أوضاع جمعية الدعوة الإسلامية ونشاطاتها الدعوية الحالية واستثماراتها في الخارج وعوائدها وكيفية التصرف فيها وما آلت إليه بعد الثورة في ليبيا، وحقيقة الاستيلاء على أملاكها من بعض الدول، التقت "بوابة افريقيا الإخبارية" بالدكتور صالح سليم الفاخري وكان معه الحوار التالي:

س - هل لازالت نشاطات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الدعوية مستمرة في الخارج؟

ج - نشاطاتنا في الخارج لازالت مستمرة ولدينا دعاة منتشرون في كل دول العالم يقل ويكثر بحسب البلد، فهناك بلدان يتجاوز فيها عدد الدعاة 50 داعية وهناك بلدان بها 15 داعية، كما أن هناك مدرسين من البلدان التي يوجد بها الدعاة من خريجي كلية الدعوة الإسلامية في ليبيا والتي تستقبل الطلبة المسلمين من كافة بلدان العالم، حيث يوجد حاليا 300 طالب يدرسون في الكلية من 56 جنسية، سيكونون دعاة في بلدانهم في المستقبل.

س - ماذا عن استثمارات الجمعية في الخارج والعوائد المالية التي تجنيها؟ 

- استثمارات الجمعية في الخارج موجهة للعمل الخيري ولم يكن الهدف منها الربح، فمثلا تقوم الجمعية بإنشاء مرفق ما أو مصنع من المصانع بهدف توفير فرص عمل لشباب تلك البلاد ولكن ليس لها عوائد من هذا الاستثمار وإن وجد عائد فينفق على ذلك المرفق في ذلك البلد لاستمرار نشاطه، ولدى الجمعية حاليا عدد من الاستثمارات حيث تمتلك شركة لصناعة الورق في لوكسمبورغ تتبعها مجموعة من الشركات، منها شركة طيبة في مصر وهذه الشركة تملك أرضا زراعية منتجة مساحتها حوالي 400 هكتار، وكذلك شركة "برتانيا" وهي شركة ليبية هندية لصناعة المواد الغذائية في أوغندا تملك الجمعية مايقارب من 70٪ من أسهمها ويملك الشريك الهندي 30٪ وهذه الشركة أصبحت تحقق عوائد كبيرة بعد تجديد الآلات والمعدات، كما تمتلك الجمعية شركة في اندونيسيا لصناعة المطاط وأيضا شركة لزراعة الأسماك هي خاسرة لأنها لم تحقق عوائد ولم يتم تجديد نشاطها وإمكانياتها.

س - كيف تتصرف جمعية الدعوة الإسلامية في العوائد التي تجنيها من الاستثمارات؟

ج - التصرف في العوائد ليس بالأمر السهل فهناك دورة مستنديه تبدأ من الجمعية العمومية للجمعية ثم مجلس إدارة الشركة ثم المجلس الفرعي تم المجلس الفرعي للشركة يعني عندما نريد إخراج دولار واحد لحل أي مختنقات مالية نحتاج لفترة طويلة، وبالتالي لا يمكننا الاستفادة من هذه العوائد بسب التعقيدات الموجودة في نظام الجمعية وشركاتها بالأساس. 

س - الجمعية تقوم بطباعة مصاحف توزع في عدة دول افريقية وأوروبية، لكن هناك طبعات لوحظ بها أخطاء مطبعية هل هي صادرة عن الجمعية؟

ج - الطبعات الخاصة بالجمعية لا توجد بها أخطاء، والمصاحف التي تتحدث عنها دخلت إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، والطبعات التي تشرف عليها الجمعية هو مصحف «الجماهيرية» وهو مصحف جمعية الدعوة الإسلامية ومخصصة له لجنة دائمة تتألف من 15 عضوا من حفظة القرآن ومن الضابطين للروايات القرآنية تتولى مراجعة كل طبعة من الطبعات بدقة وحرص على عدم وجود أخطاء وتجتمع شهريا بهذا الخصوص، والجمعية لا تطبع رواية "قالون" فقط بل تطبع روايات أخرى، والآن الجمعية بصدد طباعة أربع روايات أخرى لم تطبع من قبل في العالم الإسلامي وستكون هناك احتفالية بهذه المناسبة لأننا أخذنا السبق في طباعة هذه الروايات وستعلن في وقتها وحينها.

- هناك أنباء عن خلافات بين جمعية الدعوة الإسلامية وديوان المحاسبة ما حقيقتها؟

ج - مشكلة ديوان المحاسبة أنه يقحم نفسه في كل كبيرة وصغيرة حتى أصبح يتدخل في فاتورة عهدة الألف دينار لشراء مواد التنظيف، في الوقت الذي تعتبر فيه الجمعية خارج مسؤوليات ديوان المحاسبة ولا يحق له التدخل في عملها، إلا في رقابة تسمى اللاحقة، ولكن للأسف دخل ديوان المحاسبة على عمل الجمعية بسبب الظروف التي تمر بها البلاد فأصبح يتدخل في عمل الجمعية، ومع هذا فإن ديوان المحاسبة نبهنا لمخالفة قام بها القائمون على استثماراتنا في أوغندا حيث قاموا بإجراء مالي خالفوا فيه الإجراءات المتبعة وأوقفهم ديوان المحاسبة حتى لايتم هذا الإجراء، ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه التجاوزات التي يقوم بها ديوان المحاسبة لأنه ليس لديه الحق في ذلك ويجعلنا مجبرين لاتخاذ إجراءات مماثلة لصد هذه التجاوزات.  

س - لجمعية الدعوة الإسلامية فروع في الخارج ما مصيرها حاليا؟

ج - الفروع لم تزد ولم تنقص من حيث العدد بل من ناحية النشاط، والجمعية مكاتبها مثل مكاتب السفارات لدولة ليبيا في الخارج، وممثلو الجمعية يحملون صفة دبلوماسية ويتمتعون بالحصانة التي يتمتع بها السفير في الخارج لأن هناك اتفاقيات وقعت في السابق بين وزارة الخارجية والهيئات في الدول وجمعية الدعوة لإعطاء الجمعية الانفراد في اتخاذ القرار، ولكن الظروف التي تمر بها الجمعية والتدخلات التي تحدث من الأجهزة الرقابية والتزامات الجمعية المالية جعلتنا نقلص عدد الممثلين بالجمعية بالخارج وعدم ايفاد مندوبين جدد في مكاتبنا.

وبالنسبة لفروع لكلية الدعوة في تشاد وبيروت وأوغندا فهذه الفروع تتبع الكلية وتستقبل الطلبة من مختلف بلدان العالم أو البلد نفسه وتتبع مناهجنا ومناهج الكلية نفسها وجميع المناهج التي تدرس بالكلية هي خاصة بالكلية وضعها مختصون ولجان علمية، والآن يجري العمل على تطويرها، وقد طلبت منا جامعات في تركيا والكويت لإنشاء كليات بنفس المناهج وبمتابعة مختصين من كلية الدعوة.  

س – ما دور الجمعية فيما يتعلق بالاشتباكات الدائرة جنوب طرابلس؟

ج - للأسف الجمعية لم تقم بالدور الدي يجب أن تقوم به بسبب تسلط الجهات الرقابية عليها والذي شل عملها واكتفت بالدور الاغاثي فقط حيث قامت باستقبال الأسر النازحة وتسكينها في العمارات التي تملكها الجمعية وقمنا ببعض الدور الاغاثي فقط لاغير. 

س - كم عدد المساجد التي أنشأتها بعد ثورة فبراير؟

- جميع المساجد التي تشرف عليها الجمعية عقودها سابقة وهي طور التجهيز في اغلب الدول الأفريقية، ولدينا مسجد ضخم بدأ بناؤه عام 2008 في بوركينا فاسو، وقريبا سينتهي تجهيزه وسنكلف لجنة للذهاب للاطلاع على ما وصل إليه الانجاز، كما نسعى لتفعيل دور الجمعية في الخارج كما كانت في السابق منظمة داعمة لسياسة الدول وليس منظمة اغاثية فقط، ففي الحقيقة الجمعية كان لها تأثير على سياسة بعض الدول  قبل عام 2011، وكانت توجه في بعض السياسات حتى وزارة الخارجية لم يكن لها تأثير الجمعية التي كانت تصل لأدغال المناطق والأمراء والمشايخ والملوك بينما وزارة الخارجية كانت لا تستطيع  الخروج من قصر الاستقبال.  

س - هناك حديث عن محاولات من السفارة الليبية في أوغندا للاستيلاء على ممتلكات الجمعية هناك ما حقيقة دلك؟

ج - هدا كلام عار عن الصحة تماما فالسفارة الليبية في أوغندا ساعدتنا في توقيع الاتفاقية الجديدة التي بموجبها أصبح ممثلو الجمعية يتمتعون بحصانة دائمة، وأصبحت ممتلكات الجمعية لا تخضع للحجز والضرائب، لذلك نفند كل الأقاويل وكل ممتلكاتنا تحت أيدينا وليس هناك أحد لديه القدرة في التصرف في ممتلكات الجمعية لا رئيس ولا رئيس المجلس الرئاسي ولا أي أحد إلا الجمعية نفسها. 

س - ماذا عن القناة التلفزيونية والصحيفة الخاصة بالجمعية لماذا توقفت؟

ج - بالنسبة للقناة التلفزيونية تكاليفها الباهظة أجبرتنا أن نقفلها ولم نعد نفكر في إعادة فتحها من جديد، أما الصحيفة جاهزة وننتظر طبعتها في إحدى الدول المجاورة لأن التكاليف أقل بكثير من طبعتها في الداخل.