مساء الخميس 27 مايو المنصرم بمكتبة الأخوات البيض، ويوم السبت 29 مايو بجمعية الأفق الجميل، التقى الروائي خالد بوداوي بجمهوره الوهراني احتفاء بروايته الثانية (منبوذ الأمس.. من أعيان اليوم). وأطر اللقائين كل من الأستاذة ليلى بلال والأستاذ موري عدنان وسعيد هادف.

في إطار الأدب الاستعجالي قدمت الأستاذة ليلى بلال مداخلة تحت عنوان: "المتخيل في عمل طاهر جاووت"، حيث تناولت الفلسفة الأدبية لدى المؤلف ومدى تأثيره في مستقبل الأدب الجزائري وانعكاسه على المتن الروائي في إطار نضال الطاهر جاووت في سبيل قيم  العدالة  والحرية الفردية ، وتوعية الشعب الجزائري من أجل حياة أفضل.

وتحت عنوان: "التبادل الأدبي: هل من الممكن تحقيق علاج الذاتية؟ أطر الأستاذ موري عدنان قراءة تحليليلية نفسية خلص فيها أنه في ضوء التعاليم اللاكانية، "الذاتية هي السلوك الجنسي (sexualité) بالمعنى الذي يشير إلى خلل غير قابل للإصلاح من حيث لا يمكن للفعل الجنسي إصلاحه ".ومن حيث أن السلوك الجنسي تتم ترجمته دائما بخلل يعيق التكامل والتوحيد بين الجنسين. وتنشأ الذاتية على انقسام داخلي لا يعرف الرتق، سواء أكان دينيا أو أيديولوجيا أو علميا. وهذا الانقسام يتجدد باستمرار، وينشط الوجود ويحميه حتى الموت. وقد طرح المتدخل جملة من الأسئلة ذات الصلة بعقدة أوديب، وبالمتخيل والهوية والوعي واللاوعي من منطور التحليل النفسي؛ محاولا مساءلة الأدب، إذا ما كان يمتلك القدرة  على سد الفراغ الناتج عن هذا الخلل البيولوجي، ليخلص إلى القول أن الكتابة بصرف النظر عن التحكم التقني، هي الفن الذي يقول بشكل جيد ما هو منفلت.
مداخلة سعيد هادف جاءت تحت عنوان: "سؤال الهوية والاندماج في المتخيل الروائي لدى خالد بوداوي. رأى أن هناك خلفية واحدة تكاد تؤطر العمل الروائي الثاني (Paria d’un jour, Notable  d’aujourd’hui)  في علاقته بالعمل الروائي الأول (Vivre en deux moi) من حيث السياق التاريخي للوقائع ومن حيث الذاكرة الزمكانية: الجزائر المستقلة كامتداد متأزم لجزائر العهد الكولونيالي: وقائع الرواية الأولى جرت في العهد الكولونيالي بينما وقائع الرواية الثانية وإن جرت في الجزائر المستقلة فإن بطلها هو ابن غير شرعي لامرأة كانت ضحية أحداث وقعت في العهد الكولونيالي. هذا من جانب ومن جانب آخر رأى أن كلا الروايتين تنطوي على متخيل يتغيا الاقتراب من أزمة الاندماج: البطل في الرواية الأولى وجد نفسه تحت حصار هوياتي بسبب انتماء والديه إلى هويتين/ثقافتين/قوميتين مختلفتين بينما بطل الرواية الثانية وجد نفسه تحت حصار هوياتي بسبب شجرته الجينيالوجية إزاء مجتمع لا يعترف بمجهول الأب. ومن هنا تحرك المتخيل الروائي جدليا لإثارة سؤال الهوية وإشكالية الاندماج.

وقد حضر جمهور جميل أثرى اللقاء بأسئلته وملاحظاته، وقرأت شيماء بوداوي للجمهور شعرا بصوتها الجميل وإلقائها الرائع.