أكد الجيش الوطني الليبي أنه نجح في القضاء على زعيم تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا وشمال إفريقيا ، فيما تتسع المخاوف من عودة الجماعات الإرهابية للتحرك في غرب البلاد فيظل سيطرة الميلشيات وجحافل المرتزقة الأتراك.
وقال المتحدث الرسمي بإسم القيادة العامة للجيش الليبي أحمد المسماري الأربعاء  الماضي، أن وحدات عسكرية تمكنت من القضاء على زعيم داعش في ليبيا وهو العراقي الكردي عبد الله الربعي المكنى ب«أبي معاذ العراقي»  والذي دخل البلاد في 12 سبتمير 2014 صحبة الإرهابي عبد العزيز الأنباري عن طريق تركيا بجوازي سفر ليبيين مزورين ، وذلك بتكليف مباشر من أبوبكر البغدادي.
وكان عبد العزيز الأنباري أول أمير للتنظيم الإرهابي في ليبيا قبل الإعلان عن مقتله في أحداث درنة العام 2015 ومن هناك تحولت الإمارة الى خليفته أبي معاذ العراقي الذي إنتقل الى مدينة سرت وأقام فيها الى حين تحريرها من التنظيم في 2016 ، وإتجه بعد ذلك للتخفي في مناطق عدة . الى أن إختار الإقامة في مدينة سبها ،  قبل أن يعلن عن مقتله الأسبوع الماضي.
وأبرز المسماري إنه تم يوم 15 سبتمبر الجاري ، وفي عملية نوعية بمدينة سبها ، جنوبي البلاد ، القضاء على تسعة ارهاببين والقبض على اثنتين من زوجاتهم ، وأعلن حينها ان من بين القتلى زعيم التنظيم في ليبيا المكنى ابوعبدالله الليبي الا انه وبعد استيفاء التحقيقات والقبض على داعشي اخر في منطقة «غدوة » وجمع الادلة تبين ان القتيل هو ابومعاذ العراقي ويكني كذلك أبوعبدالله العراقي وهو زعيم تنظيم داعش في شمال افريقياوكان الجيش الوطني الليبي أكد الإثنين الماضي القبض على أحد عناصر تنظيم داعش في بلدة غدوة ، الواقعة 50 كلم الى الجنوب من سبهاوأدت الضربة التي وجهها الجيش الليبي الى تنظيم داعش من خلال القضاء على خلية متعددة الجنسيات بمدينة سبها ، الى الكشف عن طبيعة التهديدات الإرهابية التي تتهدد البلاد في ظل استمرار النظام التركي في نقل المرتزقة والمتشددين الى المنطقة الغربية واتجاه بعض العناصر الى اختراق المجتمعات المحلية للانطلاق منها في عمليات الاستقطاب والتجنيد والدفع نحو عمليات نوعية تهدف بالأساس الى بث الفوضى بما يسهم في استمرار الأزمة لخدمة أجندات المستفيدين منها.
ويشير مراقبون الى أن تنظيم داعش حاول مؤخرا إعادة تجميع صفوفه في جنوب البلاد ، في الوقت الذي تشير فيه تقارير عدة الى عودة عناصره للتحرك في المنطقة الغربية ، بعد أن أكد الجيش الوطني والمرصد السوري في مناسبات عدة عن نقل ما لا يقل عن 2500 مسلح من تنظيم داعش الى الغرب الليبي ضمن جحافل المرتزقة الموالين للنظام التركي ، وأغلبهم من جنسيات غير ليبية.
وقالت شعبة الإعلام التابعة للجيش الوطني الليبي، أن ”وحدات الرصد والتحري بالقوات المسلحة رصدت عددًا كبيرًا من عناصر تنظيم داعش المتطرفين أثناء تجهيزهم داخل مدينة مصراتة، ليتم نقلهم إلى تمركزات المرتزقة السوريين التابعين للغزو التركي، وذلك لتعزيز وجودهم القائم على تحقيق أطماع المستعمرين الأتراك في بلادنا“ مشيرة الى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستمر في تفريغ إرهابيين من عدد من الدول في ليبيا،وبدوره قال رامي عبد الرحمان مدير المرصد السوري “أن الاستخبارات التركية عمدت بأوامر من حكومتها، بنقل مجموعات إرهابية وعناصر في تنظيم داعش من جنسيات أجنبية، من الأراضي السورية نحو الأراضي الليبية على مدار الأشهر القليلة الماضية. وقد غادر هؤلاء الإرهابيون عبر مطار غازي عنتاب إلى إسطنبول ومنها إلى ليبيا”.
ويرى المراقبون أن النظام التركي يسعى من خلال نقله لمقاتلي داعش الى ليبيا الى تحقيق هدفين مهمين بالنسبة له ، وهما التخلص من وجوده في المناطق السورية سواء الخاضعة لنفوذه الاستعماري أو المتاخمة لحدوده ، ونشر الفوضى داخل الأراضي الليبية لتبرير وجوده عليها ولتشكيل بؤرة إرهاب في الضفة الجنوبية للمتوسط واعتمادها كنقطة ضغط على الأوروبيين ودول الجوار الليبيوفي 16 أغسطس الماضي ، أعلن الجيش الليبي أن وحداته تمكنت من القضاء على خلية تابعة لتنظيم داعش، كانت تجهز لمهاجمة مواقع نفطية جنوب البلاد.
وقال مسؤول عسكري من عمليات المنطقة الجنوبية في القيادة العامة للجيش، إن مجموعة داعش التي تم القضاء عليها في بلدة "غدوة" ، جنوبي مدينة سبها ،  كانت تخطط لمهاجمة مرافق نفطية مهمة في الجنوب. ، مشيرا الى إن ثلاثة أفراد من تنظيم داع حاولوا الدخول لمنطقة غدوة في محاولة لاختطاف أحد المواطنين، إلا أن القوات كانت لهم بالمرصاد".
وفي 28 أغسطس أكد فلاديمير فورونكوف، مسؤول مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة إن داعش لا يمتلك سوى بضع مئات من المقاتلين في ليبيا، لكنه برغم ذلك يستغل التوترات بين الجماعات العرقية ويمثل تهديداً محتملا له تأثير إقليمي أوسع” مضيفا “أن داعش قد يوسع أنشطته إذا تصاعد الصراع في ليبيا”.
وأكدت مصادر محلية في غرب البلاد ، أن ما حدث في إقليم فزان سيتكرر في إقليم طرابلس ، ولكن بأكثر شراسة نظرا لوجود عدد من خلايا تابعة لتنظيم داعش تعمل بالتوافق مع ميلشيات تابعة لحكومة السراج وجماعات المرتزقة الخاضعة لغرفة العمليات التركية ، مشيرة الى داعش يتمدد في غرب ليبيا وخاصة في مدن كالزاوية وصرمان وصبراتة وفي المناطق الجبلية التابعة لترهونة وبني وليدوكانت طرابلس شهدت يوم الأول من سبتمبر الجاري تفجيرا انتحاريا في ضاحية جنزور التي تضم عددا من مقارّ السفارات الأجنبية ومقر بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة ، ورغم أنه لم يسفر إلا عن مقتل منفذه الذي كان يمتطي دراجة نارية ملغمة ، إلا أن الحادث مثل تحذيرا للسلطات المحلية.
وأعاد شبح التفجيرات التي شهدتها العاصمة خلال السنوات الماضية كالتي استهدفت وزارة الخارجية والمؤسسة الوطنية للنفط والهيئة المستقلة للانتخاباتويعتبر القضاء أمس على عناصر لتنظيم داعش من جنسيات مختلفة دليلا جديدا على أنه تم نقل ارهابيين الى الداخل الليبي بشكل تم الترتيب له سلفا من قبل النظام التركي ، وأن من بين أهدافه فتح جبهات ضد الجيش الليبي في منطقة الجنوب الخاضعة لسيطرة قواته والغنية بالثروات ، والتي تعتبر البوابة الشمالية لمنطقة الصحراء الكبرى التي يحاول أردوغان العبث فيها في إطار الصراع الإستراتيجي مع فرنسا.