قالت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية إن سفير باريس لدى إيطاليا سيعود إلى روما الجمعة بعد استدعائه في وقت سابق هذا الشهر ردا على سلسلة من التصريحات اللاذعة وجهها سياسيون إيطاليون لفرنسا.

واستدعت فرنسا السفير في السابع من فبراير شباط في أول سحب لمبعوث فرنسي من روما منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت الوزيرة ناتالي لوازو لإذاعة (آر.تي.ال) الجمعة إن السفير "سيعود إلى روما اليوم".

وبشكل متزايد توترت العلاقات بين الحليفين الوثيقين منذ منتصف عام 2018 بعد أن وجه نائبا رئيس الوزراء لويجي دي مايو وماتيو سالفيني انتقادات شديدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته معظمها بسبب سياسة الهجرة.

وتم استدعاء السفير بعد وقت قصير من اجتماع عقده دي مايو مع أعضاء في حركة "السترات الصفراء" التي تشن منذ شهور حملة شابها العنف أحيانا ضد برنامج ماكرون الإصلاحي.

ومنذ ذلك الوقت سعت الدولتان إلى تخفيف التوترات بينهما.

وقالت لوازو في تصريحاتها إن الرئيس الإيطالي تحدث إلى ماكرون هاتفيا وإنهما "عبرا عن مدى الأهمية التي تمثلها الصداقة (بينهما) وكيف أن كلا من الدولتين تحتاج الأخرى".

وجاء التصعيد الحاد بين البلدين بعد أسابيع من الانتقادات اللفظية بين ماكرون ونائب آخر لرئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني.

وانتقد الثنائي الإيطالي دي مايو وسالفيني، اللذان شكّلا حكومة ائتلافية شعبوية العام الفائت، مرارا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي انتقد في المقابل توجههم المناهض للاتحاد الأوروبي قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة في مايو.

وبلغ استياء باريس ذروته مع لقاء نائب رئيس الوزراء الإيطالي زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو، الثلاثاء، محتجين من "السترات الصفراء" الذين يتظاهرون منذ أسابيع ضد الرئيس إيمانويل ماكرون.

وتشهد العلاقات بين باريس وروما توترا شديدا منذ تشكيل ائتلاف بين "حركة خمس نجوم" بقيادة دي مايو وحركة "الرابطة" اليمينية المتطرفة بقيادة سالفيني في يونيو 2018.

وانتقد ماكرون قرار الحكومة الإيطالية "غير المسؤول والمستهتر" إغلاق مرافئها أمام سفن المنظمات غير الحكومية مع إبعاد المهاجرين على الحدود الفرنسية الإيطالية (في منطقتي الألب وفنتيميلي) كما لو أن إيطاليا "معسكرا للاجئين"، فيما اتهم سالفيني منذ أشهر الرئيس الفرنسي "بإلقاء دروس على إيطاليا".

ولمرتين استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير الفرنسي في روما كريستيان ماسيه، وفي المرتين من أجل الملف الذي يرتدي حساسية كبيرة بالنسبة للإيطاليين: مسألة الهجرة