تحت أعين الغزو الغربي صُممت لوحة ثلاثية الأبعاد، لجماعة ترتدى عباءة الدين، وترفع شعارات الإسلام هو الحل، وتبث فكرها في عقول الشباب من خلال الرسائل الاعلامية التي تزعم خدمة الإسلام، ولكن يكفينا اليوم أن نرى ظل لوحة "الإسلام السياسي" على أرض الواقع لتعكس اللوحة مآسي ومعاناة الشعوب التي وقعت خلال السنوات الأخيرة الماضية ضحية لحكم "جماعة الإخوان" مثل مصر وتونس وليبيا، قبل أن تتمكن تلك الدول من كسر الصولجان وسحب السلطة من تلك الجماعة.

ولتسليط الضوء على فرع جماعة الإخوان في ليبيا، كان لنا هذا الحوار مع الباحث والأكاديمي بمعهد البحوث والدراسات العربية محمد ابوراس الشريف، الخبير الليبي بالشؤون الإستراتيجية، ليحدثنا حول تاريخ نشأة جماعة الإخوان في ليبيا، وعلاقتها بالتأثيرات المحلية الإقليمية في البلاد، ودورها في اختراق مؤسسات الدولة الليبية، وعرقلة التسوية السياسية والحل السياسي للأزمة الليبية.

بداية.. وبشكل مختصر حدثنا عن تاريخ وفكر ونشاط جماعة الإخوان في ليبيا وكيف كانت علاقة الجماعة بالنظام قبل 2011 وبعدها ؟

-فى نهاية الأربعينات كان هناك نشاط محدود لجماعة الإخوان في ليبيا بسبب وجود عدد من الفارين من جماعة الإخوان بمصر، ولكن لم يكن لهم أى نشاط سياسي يذكر ومن ثم قام الملك إدريس بحظر هذه الجماعة بسبب الاشتباه بمشاركتهم فى مقتل ناظر الخاصية الملكية آنذاك ،، ومن ثم أتيحت لهم الفرصة بعد ثورة الفاتح من أجل المشاركة فى تشكيل الحكومة وفى العام 1973 تم حل الجماعة لاتهامها بعلاقته مع المخابرات الأمريكية، ومن بعدها أصبحت الجماعة تعمل فى الخفاء ولكن بشكل غير منتظم ولَم تكن لديها قاعدة شعبية ولَم تتمكن من إقناع الشارع بمنهجها ولَم تظهر الجماعة إلا قبل عام 2011 بسنوات قليلة من خلال بعض العناصر العائدة من الخارج وتم دمجهم ضمن برنامج الإصلاح الجديد.

حدثنا عن أبرز ما قامت به جماعة الإخوان في ليبيا؟

-تتهم جماعة الاخوان بالوقوف وراء العديد من عمليات الاغتيال فى ليبيا، والقيام بقيادة عملية قسورة التى أدت بحياة المدنيين فى جنوب وغرب طرابلس كما تتهم بمجزرة غرغور، وتتهم أيضا بأن لها علاقة بالعديد من العمليات فى منتصف الثمانيات والتى كانت تستهدف عدد من العسكريين.

ماذا عن الإخوان وعمليات اختراق مؤسسات الدولة الليبية؟

-استطاعت جماعة الإخوان بعد الفوضى سنة 2011 من السيطرة على العديد من المؤسسات وأبرزها، الاعلام والاتصالات والمؤسسة الوطنية للنفط وبعض الأجهزة الأمنية ومراكز قيادية هامة، إضافة إلى الكثير من المنابر الدينية وبعض من المؤسسات المالية من أجل التمويل والدعم.

ماذا عن تحولات الجماعات في ليبيا والدور الذى تلعبه قطر وتركيا على الأراضى الليبية لدعم جماعة الإخوان؟

-لا يخفى على أحد الدور القطري والتركي فى المشهد الليبي وأن خفت الدور القطري قليلاً مؤخرا ولكن تظل هاتين الدولتين هما الروافد الرئيسة لجماعة الإخوان وهذا ليس بالأمر الخفي.

هناك اتهامات للبعثة الأممية بالانحياز للأجندة القطرية أو أجندة الإخوان .. ما تعليقك؟

-البعثة الدولية ليست بعيدة عن الأجندات الخاصة لبعض الدول، لكن اعتقد أن تلك الدول ليست قطر وليست تركيا بل هى دول عظمى أو الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية.

هل ترى أن الإخوان يعرقلون الاستفتاء والانتخابات في ليبيا.. وما السبب وراء ذلك؟

- نعم يبدو أن التنظيم فقد الكثير من المراكز الانتخابية، وفقد الكثير من الساحات مما يجعله يأخذ موقف ضد الانتخابات حتى لا يخرج من المشهد السياسي بالبطاقة الحمراء بسبب شُح أعضاءه ناخبين ومنتخبين.

في الآونة الأخيرة ظهرت موجة من التبرؤ من الإخوان ما تعليقك؟

- كما نعلم أن جماعة الإخوان فى تكوينها العقائدي تتجه إلى استعمال "ثقافة التقيّة" فى حالات كثيرة من أجل مصلحة الجماعة كما يعتقدون فاعتقد أن التبرؤ الهدف من وراءه هو التقيّة - وثقافة التقيّة للتوضيح تتمثل في وجود خطابين ينعكسان على السلوك عند كل مكون من هذه المكونات.

برأيك.. هل يكبح فرض عقوبات دولية على جماعة الإخوان من جماح هذا الكيان؟

-لا اعتقد فرض عقوبات على تنظيم الجماعة يكبح جماحها،  فهذه الجماعة أو التنظيم دائماً يعمل فى الخفاء، ولن تؤثر العقوبات إلا فى جوانب قد تكون محدودة فهو لديه القدرة على التحرك دون أي غطاء شرعي أو قانوني من خلال أدوات أخرى غير دولية.