ذكر الموقع الفرنسي التابع لمنظمة ايغاليتي إي ريكونسيلياسيون مقال بعنوان :"الليبيون يهربون من الفوضى" أن سكان شرق ليبيا ركبوا سياراتهم في اتجاه الحدود المصرية، فيما يتجه سكان الغرب باتجاه تونس، بينما يستقل سكان مصراتة البحر باتجاه مالطا هربا من الفوضى وانعدام الأمن.
ويؤكد التقرير أن حوالي مليوني ليبي يعيشون في مصر، بينما لجأ مليون ونصف المليون ليبي إلى تونس ووصل عدد كبير من الليبيين إلى مالطا وتركيا بحثا عن أية بلد مستعد لاستقبالهم.
وتعيش بنغازي التي تعتبر مهد الثورة الليبية منذ ثلاث أسابيع مواجهات شرسة بين الحيش الليبي وعدد من الجماعات الإسلامية "المتطرفة" ، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 60 شخصا.
وكان حفتر قد أطلق عملية "الكرامة" العسكرية لدحر الجماعات الإسلامية، ثم أعلن بعد ذلك ابناء بنغازي تصديهم لمواجه تنظيم "أنصار الشريعة" .

"ميدان حرب"
ويؤكد الكاتب أن الانقسام الحاصل في ليبيا عسكري وسياسي، حيث ترزح البلاد تحت سيطرة حكومتين وجيشين، يسيطر الإسلاميون على منطقة طرابلس أين شكلوا حكومتهم الخاصة يرأسها عمر الحاسي، فيما تزاول حكومة عبد الله الثني المدعومة دوليا مهامها من مدينة طبرق، التي تحتضن مجلس النواب.

ويعتبر الكاتب أن أخطر ما يواجه ليبيا اليوم هو إمكانية تمركز تنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد ، وهو ما حذر منه رئيس البعثة الأممية في ليبيا برناردينو ليون، في ظل إعلان رئيس "مجلس شباب الإسلام" في مدينة درنة عن انضمامه لتنظيم "داعش ،" حيث قام شباب التنظيم بنشر الرايات السوداء والبدء بتطبيق الشريعة الإسلامية في المدينة.
ويتساءل الكاتب عن موقف الأمريكان من هذه الفوضى الحاصلة في ليبيا، فيما شددت السفيرة الأمريكية في ليبيا ديبورا دجونز في تغريدة على موقع تويتر أن على "الجيش النظامي دحر الجماعات الإرهابية وتحت مراقبة السلطات المركزية"، وهو ما يرى فيه تنظيم "أنصار الشريعة" اصطفافا أمريكيا وراء حفتر والجيش الليبي .
ويخلص الكاتب إلى أن الشعب الليبي يعد الخاسر الأكبر من حالة التطاحن العسكري التي ترزح تحتها البلاد ، حيث يتمكن الأثرياء من اللجوء إلى أوروبا ، فيما يبقى الفقراء محاصرين بالرعب والحرمان.