غداة قرار الرئيس السنغالي "ماكي سال" عزل رئيسة الحكومة "أميناتا توري"، بعد أقل من أسبوع من عملية الفرز الأولية التي تنبئ بهزيمتها في الانتخابات المحلية عن منطقة "غران يوف" في داكار، تبدو الآراء منقسمة في البلاد بشأن هذا القرار.

المحلل السياسي "يورو ديا" قال في حديث مع الأناضول "لا يمكنك أن تكون رئيس حكومة، أي ممثلا عن الأغلبية، وتخسر انتخابات العاصمة في اقتراع بهذه الأهمية، كان عليها الاستقالة في اليوم ذاته" .

وأضاف "ليس بإمكانك أن تقود الأغلبية إذا لم تمتلك الشرعية، والشرعية الوحيدة في بلد ديمقراطي تتأتى من الانتخابات".

وكانت "أميناتا توري" المسؤولة السياسية في الحزب الحاكم الـ "تحالف من أجل الديمقراطية" مرشحة الحزب لبلدية "غران يوف" .

وقال أحد أعضاء لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة للأناضول إنه سيقع الكشف عن نتائج الانتخابات يوم غد الاثنين على أقصى تقدير، بعد أن كان الإعلان عن النتائج مبرمجا مساء الجمعة الماضي.

ورغم أن النتائج النهائية لم تعلن بعد فإن عملية الفرز الأولية أظهرت تعرض "أميناتا" إلى هزيمة مدوية، ويمكن قراءة الأسف على وجوه زملائها الذين اجتمعوا في مقر الحزب في "غران يوف"، حيث ترشحت "أميناتا".

وقبيل الانتخابات، هدد "ماكي سال" بمعاقبة أعضاء الحكومة المترشحين للانتخابات البلدية في حال الهزيمة، وقد تقدم وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي "الشيخ بامبا ديي" باستقالته فور هزيمته في "سانت لويس" (شمال).

من جهته، قال "الشيخ نداي" المستشار الفني لرئيسة الحكومة المقالة "أميناتا توري" للأناضول "بمعاقبتها بهذا الشكل، قام ماكي سال بمعاقبة التزامنا في الحزب وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على مستقبل الحزب واحتمالا على الانتخابات الرئاسية لـ 2017...لقد سقط الرئيس في فخ النتائج".

وأضاف "لم أعد أعرف هذا الرئيس الذي قمت بالتصويت له في رئاسية 2012، أشعر بخيبة أمل بسبب قراره، يبدو أن بُعد النظر والهدوء اللذان كانا يميزانه، قد تبخرا، قراره اتسم بالتسرع".

وتنشغل الأوساط السياسية في السنغال اليوم بسؤال، من سيخلف "أميناتا" على رأس الحكومة؟ وتنقسم الآراء بين وجوب أن يشغل المنصب أحد رجال السياسة أو خلاف ذلك، تكنوقراط.

"يورو ديا"، محلل سياسي، اعتبر في حديث للأناضول انه "لا وجود حقا لتكنوقراط، في كل مرة يقرر أحدهم الدخول في حكومة، هو يقوم بفعل سياسي، مشاركتنا في حكومة ما، تعني أننا نتقاسم نفس الرؤية للأشياء مع رئيس الجمهورية، من هذا المنطلق، نحن نمارس السياسة".

وأضاف المحلل أن اختيار رئيس الحكومة القادم سيلعب دورا كبيرا في الانتخابات الرئاسية القادمة المنتظرة في 2017.

وأشار بشأن ذلك، إلى أنه"للفوز بالانتخابات الرئاسية، يحتاج ماكي سال إلى رئيس حكومة بإمكانه إرساء بنية تحتية تعادل تلك التي أنشأها الرئيس السابق عبد الله واد".

ولفت "ديا" إلى أن السنغال لا تعاني من مشكل سياسي أو ديني، المشكل الحقيقي اقتصادي، يجب اختيار رئيس الحكومة وفقا لقدرته على التركيز على معالجة المشاكل الاقتصادية".